"ليبانون ديبايت"
كما انقلب المشهد الإقليمي في 7 آذار الماضي لدى توقيع اتفاق بكين بين السعودية وإيران، وتغيّرت المعادلات في المنطقة على طريقة الDomino effect، يعود هذا المشهد ليتبدّل مجدداً، بعدما فتح قرار إرجاء المملكة العربية السعودية فتح سفارتها في طهران، الباب أمام التكهنات بتعثّر هذا الإتفاق أولاً، وبدخول واشنطن بقوة إلى المعادلة العسكرية، كما السياسية في المنطقة ثانياً .
إلاّ أن أوساطاً ديبلوماسية مطلعة، لم ترَ تحوّلاً بارزاً في المقاربة الأميركية للواقع الإقليمي، وإن كانت تقرّ بأن التركيز على الحضور العسكري الأميركي في المنطقة، حمل رسالةً مصدرها واشنطن التي تستعرض وصول جنودٍ وتعزيزات إلى مناطق الإشتباك في سوريا على سبيل المثال. وتؤكد هذه الأوساط الديبلوماسية لـ"ليبانون ديبايت"، بأن شيئاً ما قد تغيّر في كل الساحات التي كانت توحّدت في الأشهر الماضية في مواجهة النفوذ الأميركي، ولكن واشنطن لم تخرج من المنطقة لكي تعود إليها اليوم، مشيرةً إلى أن تراجع اهتمامها كان نسبياً في الفترة الماضية، ومتصلاً بانشغالها بالحرب في أوكرانيا. وأمّا اليوم، وبعدما فتح اتفاق بكين خط التفاوض الأميركي ـ الإيراني، على قاعدة معالجة بندٍ من بنود الإتفاق النووي، والذي يتعلق بالعلاقات مع دول الجوار لإيران، تكشف الأوساط الديبلوماسية، أن ديناميةً كانت قد سُجلت على هذا الصعيد، وقد طرحت واشنطن إدخال السعودية إلى الدول الغربية الخمس زائد واحداً التي وقّعت الإتفاق النووي، لكن هذا الأمر قد رُفض، كما تجمّدت المفاوضات الأميركية ـ الإيرانية في الأيام الأخيرة.
وبالتالي، فإن الأوساط نفسها، تخفِّف من تأثير الخطوات الأميركية الأخيرة التي تقرع طبول التصعيد، ولكن من دون الذهاب إليه، إنما لا تخفي أن هذا التوتر تُرجِم في بعض ساحات المنطقة، ومن بينها لبنان من خلال أحداث مخيم عين الحلوة أخيراً، واستدعى التحذيرات الديبلوماسية التي انطلقت من مناخ التوتر الإقليمي.
وعليه، فإن الأوساط ذاتها، تؤكد بأن أميركا لم تترك المنطقة، على الرغم من أن الرئيس السابق باراك أوباما، قد حاول قلب الأمور باتجاه الشرق الأدنى، ولكن هذا المسار لم ينجح، ولا تزال عشرات القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة، وبالتالي، لن يؤثر وصول 3 آلاف جندي أميركي في الساعات الماضية، ولا الإعلان عنها في رسالة أميركية واضحة لإيران، كما للسعودية ودول المنطقة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News