المحلية

عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 22 آب 2023 - 08:49 ليبانون ديبايت
عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت

التجديد لليونيفيل... "السفيرة" تنشر الفوضى في بيروت

التجديد لليونيفيل... "السفيرة" تنشر الفوضى في بيروت

ليبانون ديبايت - عبدالله قمح

سادت يوم أمس أجواء سلبية في بيروت بعد اجتماع عُقد في نيويورك هو الثالث من نوعه لبحث "المسودة" التي أعدتها فرنسا في شأن التجديد لقوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان عاماً إضافياً، ومن ضمنها "ورقة" الإقتراحات اللبنانية.

وعلم "ليبانون ديبايت" أن ما نقل إلى مرجعيات أساسية عن لسان مسؤولين لبنانيين، أوحى بعدم الأخذ حتى الآن بالطلب اللبناني المتوافق عليه والإبقاء على المقترح الفرنسي المرفوض لبنانياً. ما زاد الأمور تعقيداً ملاحظة تحوّل طرأ على موقف عدد من المسؤولين على رأسهم وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، ما أوحى باحتمال إنقلاب التفاهمات إلى خلافات. وينقل عن متابعين أن بو حبيب "يراوغ" وبات عاجزاً عن الخوض في الملف أكثر مما خاض فيه.

وكان الطلب اللبناني يأمل في إنجاز تعديلات من شأنها إعادة صلاحيات "اليونيفيل" إلى صيغتها الأساسية المقرّة عام 2006.

تعود أسباب التقلبات الحاصلة، بحسب متابعين، إلى التدخلات التي مارستها وتمارسها السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا. فخلال الأسبوع المنصرم، زادت شيا من وتيرة ضغوطها لاسيما على بو حبيب في ظل ما حُكي عن وجود "ورقة لبنانية لتعديل المسودة" يقف خلفها في الأساس رئيس مجلس النواب نبيه بري مدعوماً من "حزب الله"، إلى حدٍ لم يعد يسمح بأن يتوسع بوحبيب في الملف.

ولوحظَ أن بوحبيب "خفّت" اندفاعته تجاه العودة بالقرار إلى أصله، وبات مذاك يتسم بأداء "غير واضح أو مفهوم"، لا سيما رغبته المحصورة بتعديل البنود ذات الصلة بمنح "حرية حركة أكبر لقوات اليونيفيل"، دونما إظهار أي جدية في ما خصّ البنود الأخرى التي تعتبر أشد خطراً من مسألة "حرية الحركة"، ما دفع بأحد المسؤولين الحزبيين غير السياسيين إلى زيارته نهاية الأسبوع الماضي، من أجل استيضاح موقفه من "ورقة التعديلات" وما ينقل عنه بأنه ليس في صدد الخوض في "معركة"، وذلك قبل مغادرته إلى نيوريوك يوم 22 آب المقبل على رأس وفد لمواكبة جلسات النقاش في مجلس الأمن التي تسبق اتخاذ القرار.

وتوقعت مصادر أن يحمل "الوفد" إلى نيويورك توجيهات حاسمة بعدم القبول بإدخال أي تعديل على ما سبق أن أضيف. ونقل عن معنيين قولهم أن بعض أعضاء الوفد باتوا في صورة أنهم ذاهبون إلى نيويورك لخوض "معركة".

وكانت هذه الملفات بالإضافة إلى أخرى، مدعاة تواصل واسع خلال الأسبوع الماضي بين تيارات أساسية داخل حكومة تصريف الأعمال، ومع رئيسها نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب وآخرين من أجل الوصول إلى تفاهم مشترك حول طبيعة الموقف الذي سيصدر عن الحكومة في حال لم تُأخذ التعديلات في الحسبان.

ومنذ أن ساد هذا الجو أمس، تحرّك معاونون لأكثر من مرجع وسياسي على أكثر من صعيد وخط، في محاولة منهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتوحيد الموقف اللبناني خشية تكرار ما حدث العام الماضي.

يذكر أن العدو عمل على الإستثمار في النقاشات الجارية حول صيغة التمديد عاماً إضافياً لقوات "اليونيفيل" العاملة في جنوب لبنان. وظهر أن العدو يريد تحويل "اليونيفيل" إلى قوة مواجهة معززة بصلاحيات أكثر، تتجاوز ما جرى تحقيقه العام الماضي في مسألة ضمّ قرار التجديد مادة حول "حرية الحركة". ومن المعلوم أن القوات الدولية، عملت بعيد صدور القرار العام الماضي على التخفيف من وقعه، معلنةً أنها ستبقى تتتعاون مع الجيش اللبناني كما في السابق ولن تجري أية تعديلات على مهامها. واتى ذلك نتيجة نصائح من مغبة تطبيق مضمون القرار والبدء بممارسته ما قد يشكل ضرراً عليها جنوباً.

وفي اطلاع بسيط حول مضمون "مسودة التجديد" المقترحة، يتبين أنها تضم بنوداً تعُد أهم من مسألة "حرية الحركة". فالمسودة، تطرح مثلاً، الإتاحة لقوات "اليونيفيل" تسيير دوريات في منطقة الـ1701 "ربما" بآليات لا تحمل بالضرورة أي شعار يوحي بهويتها، هذا إلى جانب عدم وجود ضرورة لإبلاغ الجيش اللبناني مواعيد الدوريات وأوقاتها وأسبابها ونطاقها الجغرافي ودون حاجة لمواكبه منه، مع إشارة إلى ضرورة أن تُمارس تلك القوات حضوراً داخل المخيمات الفلسطينية المتواجدة ضمن منطقة عملياتها.

بندٌ آخرٌ مثّل نقزة، إذ يُقترح أن تركز "اليونيفيل" جهودها في العام المقبل على الدخول إلى مناطق تعود لجمعية "أخضر بلا حدود"، الجمعية التي يتهمها العدو انها تشكّل "مظلة" لعمل المقاومة عند الحدود. وما يثير الشكوك، أن الولايات المتحدة استبقت مناقشة "المسودة" بقرار صدر عنها الأسبوع الماضي قضى بضمّ الجمعية إلى ما يسمى "قائمة الكيانات الإرهابية".

وفي الحديث عن البنود الخطرة، ثمة بند يُشير إلى "دعوة الدولة" لتطبيق ما يسمى "إلتزاماتها" في شأن عدم إدخال الأسلحة عبر الحدود، وهو بند فضفاض يراد تثبيته هذا العام، والخشية في حال حصل أن يُعاد ويعدل في الأعوام المقبلة بشكلٍ يوضح من تفسيره تدريجياً. ويأتي ذلك إلى جانب مسائل أخرى ليست أقل أهمية، كإدراج مصطلح ما سمي "التحسينات" في قرية الغجر بدل "التحصينات" في الإشارة إلى ضمّ العدو الجزء اللبناني الواقع عند تخومها.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة