"ليبانون ديبايت"
ترتدي المهمة القطرية التي انطلقت في الساعات الماضية ببيروت، طابعاً إنقاذياً، عنوانه تذليل العقبات من أمام إنجاز انتخاب رئيس رئيسٍ جديد للجمهورية، وهي تقترب في هذا المجال من مهمة الموفد الفرنسي الرئاسي جان إيف لودريان، كونها ترمي لتحقيق الهدف ذاته، كما أنها تستحضر الدور القطري في اتفاق الدوحة في العام 2007. فهل تصل هذه المبادرة إلى مستوى استنساخ "دوحة ثانية"؟
عن هذا التساؤل، يجد الكاتب والمحلل السياسي علي حماده، في القول بأن هناك ثمة محاولة لاستنساخ اتفاق الدوحة، معتبراً أنه من المفيد الإشارة إلى أن اتفاق الدوحة مؤلف من عدة عناصر، وأحد هذه العناصر أولاً، هو انتخاب رئيس جمهورية، حيث كان الإتفاق يومذاك على قائد الجيش يومها العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية.
وعليه، فإن المحلل حماده، يشير ل"ليبانون ديبايت"، إلى أن الإتفاق على انتخاب سليمان، قد تمّ بين جميع الفرقاء، وبضمانات دولية في الدوحة، موضحاً بأن لبنان كان خارجاً من أزمة كبيرة، هي أزمة غزوات بيروت، والجبل، أي كانت هناك دماء على الأرض، بينما اليوم ليس هناك من دماء على الأرض، إنما الأزمة كبيرة والفراغ كبير".
ثانياً، يضيف حماده، أن المطروح كان خلال اتفاق الدوحة، هو التوافق على رئيس جمهورية وسطي يكون متوازناً بين جميع الأفرقاء، ويكون في نقطة الوسط، والأمر لا يتعدى ذلك، بمعنى أنه ليس مطروحاً كما حصل في الدوحة، أي إطار يمكن أن يجوِّف الدستور، إذ كانت هناك بنود ما يسمى بالميثاقية وما يسمى وقتها الثلث المعطِّل والوزير الملك، هذه كلها كانت عبارة عن أعراف جديدة أُدخلت إلى اللعبة الدستورية، وفرّغت دستور الطائف من جزء أساسي منه.
وبالتالي، يرى حماده، أن هناك دوراً قطرياً اليوم، شبيه بالـ2008 لكن ليس هناك من اتفاق دوحة، لا سيّما أن الطرف الرئيسي في المعادلة العربية هو السعودية، والدوحة تلعب دور "كاسحة الألغام"، في حين أنه في تلك المرحلة، كانت الدوحة تلعب منفردة على الساحة اللبنانية، وأما اليوم، الدوحة تلعب ضمن إطار الموقف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية.
ووفق حماده، فإن ما من دور قطري منفرد وبمعزل عن الخماسية وعن المملكة العربية السعودية، وبهذا المعنى، فإن السعودية شديدة التمسّك بنص اتفاق الطائف، ولن تسير في مسار شبيه بمسار إتفاق الدوحة، أي تفريغ إدخال أعراف جديدة على الدستور وتفريغه أكثر مما هو مفرّغ، إنما الدور موجود بشكل جدي ولكن بشكل مختلف.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News