المحلية

عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت
الاثنين 30 تشرين الأول 2023 - 07:54 ليبانون ديبايت
عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت

العدو يفشل في تعطيل "الكورنيت"… المقاومة: الأولوية لقتل الجنود

العدو يفشل في تعطيل "الكورنيت"… المقاومة: الأولوية لقتل الجنود

"ليبانون ديبايت"- عبدالله قمح

التهديدات التي يطلقها كبار قادة العدو العسكريين والسياسيين تجاه المقاومة في لبنان، تبدو خارج الواقع. أكثرها سخافةً تلك التي جاءت على لسان أفيغدور ليبرمان، الذي أعاد استنهاض خطاب العدو خلال حقبة الثمانينات داعياً للعمل على "إخراج حزب الله من جنوب الليطاني بأي وسيلة". يأتي تصريحه متجاهلاً واقع أن جنوده المنتشرين في حوالي 30 موقعاً عسكرياً، على طول 100 كلم من الشريط الحدودي مع لبنان، يقبعون في دهاليزهم، عاجزين عن "قب رأسهم" خارج دُشمهم!

بدا جنود الإحتلال في الأيام الماضية فاقدين قدرة المبادرة عند حافة الجبهة الشمالية. يطفئون إنارة المواقع المتقدمة خلال الليل ويُغرقون الشريط المحاذي للأراضي المحتلة بالقنابل المضيئة. ينكفئون في النهار ويصيب الشلل حركتهم، وفي غالبية الأحيان، يتحصّنون داخل منشآت آمنة تحت الأرض في المواقع الأمامية، ويحرسهم "من فوق" جيش من المسيرات. آخرون يتمركزون داخل المستعمرات المواجهة مع لبنان أو يتخفّون بين المنازل وأحياناً بين الأشجار.

التفسير المنطقي أن الجنود تلقوا تعليمات صارمة من قيادة "الجبهة الشمالية" للحد من تحركاتهم داخل المواقع ومحيطها أو في المناطق الشديدة القرب من لبنان، تجنباً لاستهدافهم من خلال الصواريخ الموجهة وللحد من الإصابات. ما يعزّز هذه الفرضية، المعطيات التي تمتلكها المقاومة وتتحدث عن 20 قتيلاً و 64 جريحاً، هو ملخص ما فقده الإحتلال طيلة 23 يوماً من بدء المواجهات.

رغم سياسة الإنكفاء، ما تزال المقاومة قادرة على المبادرة وتنفذ ضربات من الصنف الدقيق. التفسير المنطقي أنها تمتلك "وسائط" معينة تتيح لها المراقبة الميدانية لحركة العدو والتعامل معها بسرعة من خلال مجموعات "مستنفرة ودائمة الحركة".

لذلك أخذ العدو يعتمد على تفوّقه الجوي لخلق توازن من خلال المسيرات. وقد ركز خلال الفترة الماضية على ملاحقة واستهداف مجموعات "الكورنيت" من المقاومة في سياق مساعيه لشلّ عملهم، دون أن يتسبّب بأي تأثير على نشاطهم، حيث استمر استهداف المدرعات والجنود وقد سجلت المقاومة حتى يوم أمس تنفيذ 84 عملية شملت مواقع في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا اللبنانية المحتلة وفي شمال فلسطين المحتلة.

وقد بلغ مجموع النقاط والمرتفعات والمواقع المستهدفة بالصواريخ الموجّهة 42. كذلك استطاعت المقاومة خلال الأيام الماضية استهداف دبابة ميركافا 4 كانت تتحرك في محيط ثكنة "أفيفيم" (هونين).

في الحديث حول تطورات الأيام الماضية، يظهر أن المقاومة تتدرّج في التعامل العسكري مع وقائع الميدان وأضافت تغييرات وتعديلات على التكتيكات المعتمدة جعلتها أكثر انسيابية، وقد شملت إدخال صنوفٍ جديدة من المعدات.

وانسجاماً مع هذه المتغيرات، لوحظ أن إصابات المقاومين تراجعت إلى أقلّ من النصف خلال الأيام الماضية، ويتبيّن أن المقاومة أخذت تستخدم نمطاً مختلفاً من التعامل العسكري مع وقائع الميدان. وبدت تركّز أكثر على "اصطياد" الجنود وجعلتها أولوية، لاسيّما بعدما فرغت من إخراج نحو 60% من الوسائط التقنية ككاميرات المراقبة وأجهزة التشويش والرادار وأعمدة الإتصال ‏وصحون التنصّت عن الخدمة، وبالتالي بات تركيزها منصبّاً على العنصر الآلي والبشري.

وسجلت المقاومة أمس نجاحاً على هذا الصعيد، بعدما تمكنت من رصد وجود قوتي مُشاة منفصلتين وكبرتين، الأولى في موقع المالكية والثانية في "بركة ريشة"، عملت على استهدافهم بالصواريخ الموجهة.

الواقع في الجنوب منذ بدء المعركة، أظهر تغييراً واضحاً في الإستراتيجيات المعتمدة من قبل المقاومة بشكل عام، أو في مقاربة المقاومة للمعركة. وعلى خلاف تصدّي تموز 2006 ومعارك سوريا لاحقاً، أخذت المقاومة تنتقل أكثر إلى الفعل الهجومي عند الجبهة وإلى استخدام وسائط عسكرية هجومية.

هذا الإنتقال، حتّم على المقاومة، رفع جهوزيتها العملانية بالتوازي مع تأمين انتشار عسكري على طول أكثر من 100 كلم (خط الجبهة)، كما حتّم الإنطلاق في العمليات والإستهدافات من مناطق مكشوفة. ومنطق الأمور لا يشير إلى "معركة إشغال" تتولاها المقاومة، بل نموذج عن حربٍ إستباقية بدأتها المقاومة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة