في عملية تشي بمستوى جديد من التصعيد الميداني في الضفة الغربية بالتزامن مع دخول الهدنة في قطاع غزة يومها السابع الذي شهد تبادلاً للأسرى والرهائن أمس، قُتل 3 أشخاص، بينهم امرأتان، وأُصيب 6 آخرون، منهم 3 إصابات خطرة، في هجوم بأسلحة نارية نفّذه مسلّحان «حمساويان» عند محطة لتوقف الباصات في غرب مدينة القدس.
وتبنّت حركة «حماس» الهجوم، مشيرةً في بيان إلى أن المنفّذين ينتميان إلى جناحها العسكري «كتائب عز الدين القسّام»، داعيةً إلى «التصعيد». ولفتت الشرطة الإسرائيلية إلى مقتل المهاجمَين، موضحةً أنهما شقيقان في الثلاثينات، وهما أسيران محرّران من السجون الإسرائيلية، في حين دان البيت الأبيض «الهجوم الإرهابي» في القدس.
وفي عملية أخرى، أُصيب جنديان بجروح طفيفة في عملية دهس عند حاجز عسكري في الضفة الغربية، حسبما أفاد الجيش الإسرائيلي، مشيراً إلى «تحييد» المُهاجم. وفيما كان في استقبال المعتقلين الفلسطينيين المُفرج عنهم من سجن «عوفر» حشد من أقاربهم، اندلعت صدامات بين المحتفلين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية خارج السجن، ما أدّى إلى مقتل فلسطيني بالرصاص، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
في هذه الأثناء، التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ والرئيس الفلسطيني محمود عباس في ثالث زيارة له إلى الدولة العبرية والأراضي الفلسطينية منذ اندلاع الحرب، سعياً للضغط لتمديد الهدنة لضمان إطلاق سراح مزيد من الرهائن ومواصلة وصول المساعدات إلى قطاع غزة، فيما اعتبر أن الهجوم في القدس يُذكّر بـ»التهديد الذي يُمثّله الإرهاب الذي تواجهه إسرائيل والإسرائيليون كلّ يوم».
وخلال اجتماعه مع نتنياهو، أكد بلينكن أنه «من الضروري» حماية المدنيين في جنوب قطاع غزة مع قرب انتهاء الهدنة إذا ما استؤنف القتال، ومراعاة الاحتياجات الإنسانية وحماية المدنيين في جنوب القطاع قبل أي عملية عسكرية هناك، بينما أشار خلال اجتماعه مع هرتسوغ إلى «حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضدّ العنف الإرهابي في إطار احترام القانون الإنساني الدولي»، مؤكداً أن الهدنة «تؤتي ثمارها ونأمل في استمرارها». وحضّ القضاء الإسرائيلي على «اتخاذ خطوات فورية لمحاسبة المستوطنين المتطرّفين على أعمال العنف ضدّ الفلسطينيين في الضفة الغربية».
وزار بلينكن في مركبة مصفحة رام الله للقاء عباس، حيث ناقش المسؤولان «الحاجة الملحّة إلى اتخاذ إجراءات لتحسين الأمن والحرّية للفلسطينيين في الضفة الغربية»، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية، الذي لفت أيضاً إلى تأكيد بلينكن التزام الولايات المتحدة باتخاذ «تدابير ملموسة» في سبيل قيام دولة فلسطينية.
وطالب الرئيس الفلسطيني بتثبيت وقف إطلاق النار في القطاع وتحقيق «وقف العدوان الإسرائيلي بشكل كامل»، في وقت عاد فيه شبح الحرب مع تعقيدات تعتري تمديد وقف النار في غزة. وسلّم عباس بلينكن ملفاً كاملاً حول «جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة والضفة، بما فيها القدس». وطرح عباس فكرة عقد مؤتمر دولي للسلام، باعتبار إقامة دولة فلسطينية هو مفتاح السلام، وأن الحلول الأمنية والعسكرية أثبتت فشلها، ولن تُحقق الأمن والاستقرار للمنطقة.
وفي دبي، التقى الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ نظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على هامش مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب28». وذكر المكتب الإعلامي للرئيس الإسرائيلي أن هرتسوغ شدّد خلال لقائه بن زايد، على «ضرورة التحرّك بأي طريقة مُمكنة لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى تنظيم «حماس» الإرهابي القاتل». وأضاف أن هرتسوغ «ناشد» نظيره الإماراتي «استخدام ثقله السياسي الكامل لتسريع عودة الرهائن إلى وطنهم».
في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين استدعاء سفيرة بلاده لدى مدريد للتشاور، بسبب «التصريحات المشينة» التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز والتي شكّك خلالها في شرعية القصف الإسرائيلي على غزة، في وقت أعلنت فيه المحكمة الجنائية الدولية أن المدّعي العام كريم خان توجّه إلى إسرائيل «بناءً على طلب ودعوة من ناجين وعائلات ضحايا» هجوم «حماس» في السابع من تشرين الأوّل، موضحةً أن الزيارة «ليست ذات طبيعة تحقيقية».
إقليميّاً، أعلنت المملكة المتحدة إرسال المدمّرة «إتش أم أس دايموند» إلى الخليج لتعزيز وجودها في المنطقة، حيث ستنضمّ إلى السفينة «إتش أم أس لانكاستر» و3 كاسحات ألغام وسفينة دعم، وسط «مخاوف متزايدة» حول سلامة طرق الملاحة التجارية فيها.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News