"ليبانون ديبايت"
لم يتعدَ اللقاء الذي جمع الموفد الفرنسي جان ايف لودريان مع رئيس التيار الوطني الحر الـ7 دقائق تماماً، عكس لقاءاته مع بقية المسؤولين والشخصيات.
أما لماذا اقتصر اللقاء على هذه الدقائق المعدودة، فتكشف مصادر مطّلعة عن السبب الرئيسي الذي يتحمل مسؤوليته تحديداً لودريان الذي ما كاد ينتهي من السلام البروتوكولي مع النائب باسيل حتى بدا هجومه غير المبرّر عليه، وتوجه إليه بسؤال مستفز بما معناه "لماذا تحمل السلم بالعرض؟" ولماذا تعارض تأجيل التسريح لقائد الجيش؟ هل يحتمل البلد فراغاً في قيادة الجيش؟
ولم يأخذ نفساً طويلاً حتى يرد عليه النائب باسيل، بل استمر الحديث المستفز بالقول: "لو كان الامر بالسياسة كان يمكن أن يتحمل الوضع ولكنه يمسّ هنا الامن والعسكر".
عند هذه النقطة تكهرب الجو تماماً، بحيث لم يعد مفهوما إن كان أحدهما يسمع الآخر ولكن باسيل رد بلهجة حاسمة اذا كنتم تريدون دولة وقانون فلماذا تطلبون مخالفة القانون بطلب تأجيل التسريح ولكنها ليست المرة الاولى التي تغطون فيها مخالفة القانون الذي أتمسك به.
عندها التبست على المصادر "إن كان باسيل واكب ضيفه إلى الباب أم أن لودريان غادر بدون أن ينتظر هذه المواكبة".
هذا اللقاء العاصف بين الرجلين يرسم ملامح المرحلة المقبلة ليس في ملف قائد الجيش بل في الملف الاساسي أي الشغور في موقع الرئاسة الاولى، لأنه لم يعد سوى مرشحين جديين للرئاسة سليمان فرنجية والعماد جوزاف عون ولكن خروج الاخير من قيادة المؤسسة العسكرية يعني خروجه حتماً من السباق الرئاسي ليبقى فرنجية بدون منافس.
ولا يمكن إغفال أن الداعم الرئيسي الاول لفرنجية هو رئيس مجلس النواب نبيه بري، والداعم الثاني هو حزب الله.
ولكن بين الخيارين فإن "حزب الله لن يختار قائد الجيش الذي يعتبره رجل اميركا الاول في لبنان لا سيما أن حلفاء أميركا من رئيس حزب القوات اللبنانية إلى كافة أطراف المعارضة فشلوا في كل المراحل السابقة في تكريس نهجهم على الداخل اللبناني واستمروا بحالة التشرذم".
وما إزاحة العماد عون من قيادة الجيش إلا إراحة مطلقة لحزب الله وبالتالي انتصار فريق الحزب والحركة، لذلك فإن القراءة العميقة للامور تظهر أن هذا الفريق من يقود معركة إزاحة عون عن قيادة الجيش، وليس جبران باسيل فعلياً.
ويتحمل الفريق المحيط بالعماد عون المسؤولية بنفض الغبار عن جبران باسيل وإعادته إلى الضوء وتصويره بأنه يقف بوجه التمديد، حتى بات اليوم يتحكم حتى بتعيين قائد جديد للجيش.
وقد خدم المحيطون بقائد الجيش من حيث لا يدرون فريق الثنائي لأنه في الوقت الذي كان يجمع معه المسيحيون على الوقوف وراء القائد ولّدوا هذا الجو لدى التيار الوطني الحر الذي اصطف مع فريق الثنائي وأحبط مسيحياً حلم التمديد للقائد، وبالتالي لرئاسة الجمهورية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News