"ليبانون ديبايت"
تركت الضربة الصاروخية التي وجهها التحالف الأميركي - البريطاني على مواقع للحوثيين في اليمن، علامات استفهام حول ردو الفعل والتداعيات على جبهات الحرب في المنطقة، خصوصاً وأنها عكست صعوبةً لدى هذا التحالف في احتواء الإستهداف الحوثي للسفن والذي استمر بعد الضربة.
وفي هذا المجال، يعتبر المحلل العسكري الإستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب، أنه كان واضحاً ومنذ بداية الحرب في غزة، عندما أعلن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عن مساندة غزة، أن استراتيجية محور المقاومة هي وحدة الساحات التي وصلت إلى اليمنيين، بعدما قامت اليمن بخطواتٍ بارزة عندما قصفت إيلات، إذ لم يتصوّر أحد أن قدرات اليمن القتالية، وصلت إلى حد امتلاك صواريخ ومسيرات قتالية تتجاوز 1560 كلم وصلت إلى إيلات.
ويشير العميد ملاعب في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت" إلى أنه عندما فشل الحوثيون في استهداف إيلات لأن الإسرائيليين والأميركيين نجحوا في اصطياد معظم صواريخهم إن لم يكن كلها، بدأوا باستهداف البواخر التجارية التي تعود ملكيتها للإسرائيليين أو مستأجرة من إسرائيلييين.
وعند هذا الحدّ، يضيف ملاعب، إن "الولايات المتحدة وإسرائيل التحرك ضد هذا الإستهداف، إنما لم تحصلا على أي دعم عربي أو حتى من دول المنطقة، ولكن عندما تورّط اليمنيون الحوثيون في استهداف بواخر أخرى، بدأ تهديد نظام الملاحة البحرية العالمي، استغلّت الولايات المتحدة هذا الوضع، وذهبت لتكوين تحالف دولي لوقف هذه التعديات على التجارة البحرية العالمية، وأعلنت أن لديها 39 دولة من هذا التحالف، ولكن لم يمتثل لهذا التحالف سوى 9 دول فقط، وحتى لم تشارك أي دولة عربية مشاطئة ومتضرّرة حتى من هذا العمل اليمني، لأنه لكل دولة خليجية حساباتها، كما أن الأهمّ أن المملكة العربية السعودية، قطعت مجالاً كبيراً لتبريد الجو مع إيران وكذلك مع اليمنيين، وجرى تبادل مخطوفين وأسرى لدى فريقي اليمن، سواء الفريق المدعوم من السعودية ودول الخليج، أو حتى الحوثي المدعوم من إيران، وحصلت عملية تبريد للجبهة، لذلك لم تنخرط السعودية ولا دول الخليج في صراع جديد يعيد الأمور إلى نقطة الصفر مع إيران".
وبالتالي، يتابع ملاعب، فقد تمكنت الولايات المتحدة من النجاح في استصدار قرارٍ من الأمن الدولي، من دون اعتراض أو استعمال حق الفيتو من قبل روسيا أو الصين، وبدأت بتوجيه الإنذار الأخير الذي وُجِّه إلى الحوثيين، فلم يمتثل الحوثيون واستهزأوا بهذا القرار، وكالعادة ردّوا خطابياً أن "هذا لا يعنينا".
لكن العميد ملاعب، يكشف عن إشكاليةٍ في الإعتراض الروسي على الضربات الصاروخية التي وُجّهت إلى اليمن من قبل التحالف البريطاني ـ الأميركي، وذلك لجهة التنفيذ وقصف أماكن صدور هذه الهجمات، وذلك في الوقت الذي نأت فيه السعودية بنفسها وورد في بيانها أنها "تحترم حرية الملاحة والأمن في البحر الأحمر".
وعن الردّ اليمني الإنتقامي، يقول ملاعب، إن قوى التحالف الأطلسي، نفذت ضربةً على 60 موقعاً بمئة صاروخ، منهم من نوع "توما هوك"، وأتى الرد الحوثي على بوارج أميركية وعسكرية في المنطقة، مؤكداً بالتالي، أن "الردّ عند هذا الحدّ، ومن دون تحقيق إصابات، فمن الممكن أن ينتهي كما فعلت إيران سابقاً عند اغتيال قاسم سليماني وردّت بصلية واحدة على قاعدة أميركية ليس أكثر، أو كما رد حزب الله على قيادة المنطقة الشمالية الإسرائيلية بعد اغتيال العاروري في الضاحية".
وعن الخطوة المرتقبة إذا استمرّ استهداف الحوثيين للبواخر التجارية، يتوقع ملاعب أعتقد أن "تُفتح الجبهة بشكل أوسع، وعندها لن يصمد الحوثيون الذيم يمتلكون القدرات البرية لكنهم لا يمتلكون أي دفاع جوي أودفاع صاروخي فاعل أمام الباتريوت المنتشر كدرعٍ صاروخي في دول الخليج العربي كافةً، وفي السفن الحربية التي استُحضرت إلى المنطقة".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News