تعيد الحرب في غزة إلى أذهان الفلسطينيين الذين يعيشون في لبنان ذكريات جماعية "مؤلمة"، فيما يرى البعض فيها "تحذيرا" لما يمكن أن ينتظر سكان القطاع إذا تم تنفيذ ما يطلبه مسؤولون إسرائيليون بالتهجير الجماعي.
وتحدث لاجئون فلسطينيون في لبنان لصحيفة "واشنطن بوست"، وتقول عمشة الحاج سليمان (84 عاما): "لقد مرت 75 سنة وما زلنا لاجئين.. ليتنا متنا تحت أشجار الزيتون بدلا من مغادرتنا".
وتضيف أن "ما يحدث في غزة حاليا يذكرها بما تعرضوا له، في عام 1948، حيث قالت "مشينا كثيرا عبر الأراضي. أتذكر كيف غادرنا سيرا على الأقدام، وكيف نمنا في العراء على الأرض، بالملابس التي نرتديها فقط".
سليمان هي واحدة من مئات الآلاف من الفلسطينيين الذي طردوا من منازلهم خلال تأسيس إسرائيل، والتي يتذكرها الفلسطينيون المهجرون باسم "النكبة".
وتشير الصحيفة، إلى أن "مشاهدة نزوح أكثر من 1.9 مليون فلسطيني في غزة بسبب الهجوم الإسرائيلي حيث يسيرون على الأقدام بحثا عن الأمان، يعيد تذكير اللاجئين الفلسطينيين بما تعرضوا ويعمق الجرح الجماعي الذي يمتد لأجيال".
يرى فلسطينيون في لبنان "أن حياتهم في المنفى بمثابة تحذير لما يمكن أن ينتظر سكان غزة في المستقبل إذا أصبحت دعوات بعض المسؤولين الإسرائيليين للتهجير الجماعي للناس من القطاع المحاصر حقيقة واقعة".
وتنقل الصحيفة عن بيانات الأمم المتحدة أن "نحو 6 ملايين فلسطيني يعيشون كلاجئين ونازحين في الشرق الأوسط منذ نكبة 1948، ويعيش كثيرون في أماكن أخرى من العالم".
ويزيد خطر انتشار الصراع إلى داخل لبنان، حيث تتبادل إسرائيل وحزب الله ضربات صاروخية منذ بداية الحرب في غزة.
وأدى الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس في السابع من تشرين الأول إلى مقتل أكثر من 1140 شخصا في إسرائيل، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لوكالة "فرانس برس" يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وردا على ذلك، تعهدت إسرائيل "القضاء" على حماس وباشرت عملية عسكرية واسعة خلفت 26257 قتيلا، غالبيتهم من النساء والأطفال والفتية، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
واصلت المعارك العنيفة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، السبت، في جنوب قطاع غزة، حيث يحتشد آلاف المدنيين الذين يواجهون "ظروفا يائسة"، وفق الأمم المتحدة.
ميدانيا، باتت خان يونس في قلب المعركة بعدما كانت ملجأ للنازحين هربا من الاشتباكات التي تركزت بداية في الشمال، ما دفع سكانها والنازحين إليها للفرار. وتعد خان يونس كبرى مدن جنوب القطاع، كما تعتبرها إسرائيل معقلا لحماس، بحسب تقرير لوكالة "فرانس برس".
على بعد حوالى عشرة كيلومترات جنوب خان يونس، يتكدس أكثر من 1.3 مليون فلسطيني في رفح، محاصرين في "ظروف يائسة" عند الحدود المغلقة مع مصر، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا".
وكانت محكمة العدل الدوليّة دعت، الجمعة الماضي، إسرائيل إلى منع ارتكاب أي عمل يحتمل أن يرقى إلى "إبادة جماعية" في غزة.
كما دعت الهيئة القضائية التي لا تملك أي وسيلة لتنفيذ قراراتها، إسرائيل إلى اتخاذ "إجراءات فورية" للسماح بدخول مساعدات إنسانية إلى غزة.
وفي وقت تتواصل الحرب بلا هوادة، تحاول قطر ومصر والولايات المتحدة التوسط من أجل التوصل إلى هدنة جديدة تشمل عملية إطلاق سراح رهائن وأسرى فلسطينيين.
من جهته، أكد رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، مجددا في خطاب متلفز أنه "إذا لم نقض على إرهابيي حماس.. فإن المذبحة المقبلة ستكون مسألة وقت فقط".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News