"ليبانون ديبايت"
على الرغم من أن لا صوت يعلو على صوت المعركة الدائرة في الجنوب على إيقاع حرب غزة، فإن الدينامية التي انطلقت مع جهود سفراء دول المؤلفة للجنة الخماسية، من أجل إعادة الإستحقاق الرئاسي إلى الحياة، لم تتراجع، في ضوء معلومات عن اجتماعٍ وشيك للسفراء الخمسة مع الموفد الرئاسي جان إيف لودريان، من أجل مناقشة المقاربة العملية للوصول إلى التوافق بين الأطراف السياسية المعنية بإنجاز الملف الرئاسي. وتتحدث أوساط ديبلوماسية مواكبة، عن أن "الخماسية" تسعى من أجل إرساء الخيار الرئاسي الثالث، مشيرةً إلى أن "الخيار الثالث، ليس مرشحاً أو شخصاً ثالثاً، بل هو مجموعة من المواصفات التوافقية التي تنطبق على الكثير من الشخصيات داخل الطائفة المارونية القادرة على تسلم هذه المهمة".
وتكشف الأوساط الديبلوماسية لـ"ليبانون ديبايت"، أن تمسّك الأطراف السياسية بمرشحيها، ليس خافياً على أي طرف، ولكن كل هذه الأطراف قد أكدت لسفراء "الخماسية"، الإنفتاح على أيٍ من المبادرات، مع العلم أنه من الواضح أن الثنائي الشيعي يكرر يومياً تمسّكه بترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، بينما تحالف المعارضة والذي سمّى الوزير السابق جهاد أزعور، يؤيد المرشّح الوفاقي، خصوصاً وأن تسمية أزعور قد أتت عن قناعة لدى البعض وكمرحلة إنتقالية لدى البعض الآخر، بمعنى أن لا مرشحاً حقيقياً لديها، وهذا ما يستفيد منه الثنائي بالقول بأن ما من مرشّح حقيقي لدى المعارضة.
لذلك، تضيف الأوساط أن عمل "الخماسية"، هو فتح باب النقاش من أجل خرق المواقف "المتصلّبة" لترجيح خيار التوافق، ولكن من دون استهداف أي طرف، وذلك انطلاقاً من الحرص على مبدأ فكرة الدولة والمؤسسات، من خلال النهاية السريعة للشغور الرئاسي، وبرئيسٍ توافقي وصيغة لا غالب ولا مغلوب.
ورداً على سؤال حول تطابق هذه المعادلة مع المعطيات الحالية، تشدد الأوساط، على أنه لا يمكن لأي طرف استثمار ما يدور من أحداث خارج لبنان، وتحديدا الحرب في غزة والتوتر في المنطقة، بأيٍ من الإستحقاقات الداخلية، مشددةً على أن الإستثمار قد يكون خارج الحدود اللبنانية في منطقة الشرق الأوسط، وليس داخلها.
وتكشف الأوساط عن "خط أحمر"، إسمه النظام السياسي في لبنان، وعن توافق عربي ودولي على هذا الخطّ، ما يجعل من أي حل ممكناً فقط عبر صيغة التوافق والتسوية، لافتةً إلى أن كل ما يُطرح خلاف داخل "الخماسية"، هو بغرض الإبقاء على ما هي عليه الحالة اللبنانية من فراغ رئاسي بانتظار أي تغييرات مرتقبة، ولهذه الأسباب، يُصار إلى وضع العراقيل أمام المبادرات الرئاسية.
ولا تخفي الأوساط أنه على الرغم من التوتر الحالي، فإن الحراك الديبلوماسي حول الإستحقاق الرئاسي، مستمر إنما على "نار خفيفة"، مشيرةً إلى أن الكواليس زاخرة بالأفكار، طالما أن فريقي الممانعة والمعارضة، لم يرفضا التحاور من حيث المبدأ ولو أن المعارضة لا تزال ترفض الحوار.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News