فيما تقاطر مئات الروس في موسكو للتعبير عن حزنهم لوفاة أليكسي نافالني، أبرز وجوه المعارضة في البلاد، وأشرس منتقدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، داخل سجنه، على الرغم من تحذير السلطات من التظاهر، خرجت والدة المتوفى برسالة مقتضبة.
وقالت أم نافالني، ليوميلا نافالنايا، في تعليق على فيسبوك، مساء أمس الجمعة: "رأيتُ ابني في 12 من الشهر الجاري في المستعمرة الجزائيّة، التقينا هناك".
وشددت على أنه كان بخير ولم يشك من أي عارض صحي، قائلة: "كان حيًّا وبصحة جيّدة وبشوشًا"، وفق ما نقلت صحيفة "نوفايا غازيتا".
أتى ذلك، بعدما أفادت سلطات السجون لمنطقة يامال في القطب الشمالي في بيان بأن "نافالني شعر بوعكة بعد نزهة، ثم فقد الوعي بشكل شبه فوري".
وأكدت أن "كل إجراءات الإنعاش اتُخذت، لكنّها لم تُعطِ نتائج إيجابيّة".
بدوره، أوضح المستشفى المجاور للسجن في بلدة لابيتنانغي، أن "مسعفين أرسِلوا إلى المكان خلال سبع دقائق بعد تلقّي اتّصال من معسكر الاعتقال".
وذكر أن "الأطبّاء الذين وصلوا إلى المكان، واصلوا عمليّات الإنعاش التي كان أطبّاء السجن قد باشروها، إلا أن المريض توفّي".
وفيما لا تزال التحقيقات جارية لمعرفة الأسباب، وجه العديد من دول الغرب، على رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا فضلا عن الاتحاد الأوروبي، أصابع الاتهام إلى الكرملين.
في حين اعتبرت المحلّلة السياسيّة الروسيّة تاتيانا ستانوفايا أن "التهديد الذي تعرّض له نافالني كان "واضحًا" منذ عودته إلى روسيا مطلع 2021، حيث تراجعت صحّته بسبب الإضراب عن الطعام والتسميم الذي تعرّض له عام 2020 ونجا منه بأعجوبة".
وأضافت لوكالة "فرانس برس"، "السؤال الآن هو ما إذا كانت السلطات ستُبالغ في القمع. فإذا تصرّفت بدافع الخوف وبدأت تنفّذ قمعًا عنيفًا، ستقوّض استقرار النظام".
في الأثناء، تناقل عدد من أنصار المعارض الشرس في انتقاد الفساد وبوتين على السواء، فيلما مخصّصا له صدر عام 2022.
وفيه ترك نافالني وصيّته الأخيرة للروس على ما يبدو، قائلاً "لا ترضخوا!".
يشار إلى أن آخر ظهور لأشرس منتقدي الفساد في روسيا كان قبل يوم واحد من وفاته، إذ شارك نافالني عبر الفيديو، يوم الخميس، في جلستي استماع أمام محكمة في منطقة فلاديمير، ولم يشكُ حينها من حالته الصحّية، حسب ما ذكرت وكالة أنباء "ريا نوفوستي".
وكان الرجل البالغ من العمر 47 عاماً والذي يقضي حكماً بالحبس لمدة 19 عاماً بتهم التطرف والإرهاب، نقل في كانون الأول الماضي (2023) من سجنه السابق في منطقة فلاديمير بوسط روسيا إلى مستعمرة جزائية كناية عن "نظام خاص" وهو أعلى مستوى أمني بالسجون الروسية، في الدائرة القطبية الشمالية.
فيما انتقد حلفاؤه قرار نقله إلى بلدة "خارب" التي تبعد حوالي 1900 كيلومتر شمال شرقي موسكو، معتبرين أنها "محاولة أخرى لإجباره على الصمت".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News