التحري

الثلاثاء 27 شباط 2024 - 14:56

إستراتجية الدرع وليس الردع

placeholder

وصلت الضربات الإسرائيلية إلى منطقة بعلبك البعيدة ما يقارب ١٠٠ كم عن الحدود، و لا يزال حزب الله يكرّر يوميّاً أنّ ما منع إسرائيل حتى الآن من شنّ عدوان على لبنان هو بسبب قوّة و وجود المقاومة في لبنان، متجاهلا ًخسائره و خسائر اللّبنانيين التي يتعرّضون لها منذ بدئه لهذه المعارك العبثيّة. هذه التصريحات هي نفاق سياسي و دعاية إعلاميّة بمثابة قنابل دخانيّة للتعمية عن الواقع الصعب.

يتمسّك حزب الله بهذه التصريحات و الروايات في محاولة منه لرفع المعنويّات، خصوصاً مع إنتشار حالة التململ والشعور بالضعف داخل بيئته. يصعِّد حزب الله كلاميّاً و اسرائيل تصعّد ميدانيّاً و تزيد من الدمار و الخسائر اللبنانية. لا يزال حزب الله يحاول جاهداً فرض معادلة ردعه الإعلاميّة في وجه العدوّ و التي لم يقتنع بها اللّبنانيين حتى اليوم. اسرائيل هي صاحبة المبادرة و حزب الله يجد نفسه في موقع ردّ الفعل ضمن شروط إيرانيّة و بفعاليّة محدودة. فتح الحزب الجبهة فتمادى الإسرائيلي بالضربات، ردّ حزب الله فوسّع العدوّ من نطاق ضرباته. تدمّر إسرائيل لبنان و تقتل شعبه و لا يزال حزب الله يكابر بأنّه الأقوى فارضاً رأيه على كلّ اللّبنانيين الذين هم ضدّ الحرب. معادلة ردعه فاشلة و ليست إلّا معادلة قتل و دمار و أظهرت فرق القوّة التدميرية بين الحزب و اسرائيل.

حزب الله مغلوب على أمره في لعبة الكبار و لا يستطيع تغيير حرف واحد ممّا كتبته له إيران. إيران تفرض عليه معادلة الصبر الإستراتيجي كما وصّى المرشد الأعلى و هو ملتزم بها. سيبقى حزب الله يضحّي بلبنان و اللبنانيين في إستراتجيّة الدرع الدفاعيّة الإيرانيّة، و لن يتغيّر الوضع حتى ترى إيران غير ذلك وفقا لمصالحها.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة