هل تصطدم مبادرة "الإعتدال " بالإعتلال السياسي؟

"ليبانون ديبايت"

أوحت مبادرة "الاعتدال الوطني" بشأن انتخاب رئيسٍ جديد للجمهورية، بأنّ قطبةً مخفية، تحديداً سعودية، تقف وراء اندفاعة التكتل. لكن المطّلعين يقولون إن تلك المبادرة جاءت لتحرّك الركود الرئاسي، خصوصاً وأن رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري كان سأل في جلسات مغلقة: ما البديل عن المرشحين الحاليين في حال استمرّ الجمود؟ فجاءه الجواب أن عدداً من المستقلين، قد يحوزون على توافق سياسي بشأنهم. وتكشف مصادر مطلعة ل"ليبانون ديبايت"، أن "تسميات طُرحت: مدير عام الأمن العام اللواء الياس البيسري، السفير جورج خوري، النائب السابق إميل رحمة، الوزير السابق ناصيف حتّي، إضافة إلى إسمي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزاف عون".

قد يكون سؤال الحريري وجلسات "اللجنة الخماسية"، هي التي دفعت عملياً تكتل "الإعتدال الوطني" لطرح مبادرة تقوم على أساس عقد جلسات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية.
لكن المصادر تعتبر أن المبادرة تواجه حالة الإعتلال السياسي في البلد، بحيث لا يُظهر أي فريقٍ استعداداً لملاقاة الأفرقاء الآخرين، رغم أن خصوم فرنجية وجدوا في طرح "الإعتدال" مؤشراً إيجابياً لإزاحة رئيس "المردة" عن الواجهة الرئاسية ودخول التوافق حول أي إسم بديل آخر.

لا تزال الكرة الأساسية في ملعب الثنائي "حزب الله" و حركة "أمل"، فهل سيقبلان بجلسات متتالية لانتخاب رئيسٍ آخر؟

لا توحي المعطيات أن الحزب في وارد التنازل حالياً، قبل اتضاح مسار المنطقة، لأن حساباته تتخطى الحدود اللبنانية في ظل صراعه مع إسرائيل والتفاوض بالنار بشأن وضع الحدود الجنوبية.

لكن هناك من يعتقد أن الحزب يستطيع أن يفرض فرنجية ضمن أي تسوية محتملة حول الإقليم، إنطلاقاً من اتفاقية بشأن الحدود الجنوبية، تكرر ما حصل بحراً عبر الوسيط الأميركي آموس هوكشتين.

لذلك، تستنتج المصادر بأن الإعتلال السياسي الداخلي، قد يكون يحتاج إلى معالجة دولية هي أكبر من قدرة "الإعتدال"، لكن الكتلة نجحت في إعادة الإشارة إلى إن انتخابات رئاسة الجمهورية واجبة، وأن التجاهل مضرٌ للبلد، وإن في الإمكان طرح مبادرات وإعادة فرض أولويات لبنانية في زمن الغبار الإقليمي.