صرح قادة كبار في الجيش الإسرائيلي، امس الأحد، إن "الانسحاب من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، جاء بسبب "الإرهاق القتالي" وليس كبادرة للترويج لصفقة تبادل أسرى، وبسبب استنفاد القدرات القتالية والاستخباراتية في المنطقة".
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن قادة كبار في الجيش الإسرائيلي فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم، فإن "الجيش يدرك منذ فترة طويلة أن الوجود المستمر للمقاتلين في جنوب القطاع دون التقدم إلى مناطق قتال جديدة يعرّض حياتهم للخطر".
وبوتيرة يومية، تعلن كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، قتل وإصابة جنود إسرائيليين وتدمير آليات عسكرية، وتبث مقاطع فيديو توثق بعض عملياتها.
واعتبر القادة إنّ "خروج القوات الإسرائيلية من جنوب قطاع غزة يأتي أيضاً بسبب استنفاد القدرات القتالية والاستخباراتية في المنطقة، وليس كخطوة لبناء الثقة؛ تمهيداً لمغادرة الوفد المفاوض إلى القاهرة في محاولة للترويج للصفقة".
وفي وقت سابق الأحد، غادر الوفد المفاوض الإسرائيلي إلى القاهرة، لاستكمال مباحثات صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، بحسب هيئة البث الرسمية.
بحسب الصحيفة، أشار القادة إلى أن "الانسحاب جاء بناءً على اعتبارات عملياتية فقط تتوافق مع الواقع الأمني على الأرض".
وقالوا إنّ: "الانسحاب لم يكن تنفيذاً لطلب أميركي، حيث من المتوقع أن تركز القوات من الآن فصاعداً على غارات مفاجئة في المنطقة،جنوبي قطاع غزة، في حين تستمر العمليات البرية في شمال القطاع".
وبعد إعلان الجيش الإسرائيلي في وقت سابق الأحد، انسحابه من مدينة خان يونس، تداولت وسائل إعلام عبرية ودولية تقارير تفيد بأنّ ذلك جاء خضوعاً للضغوط الأميركية بضرورة وقف إطلاق النار وإبرام صفقة تبادل أسرى.
بدوره، أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت، في وقت سابق الأحد، أن "خروج قوات الجيش من خان يونس يهدف إلى التحضير لـ"مهمة رفح".
وتصر إسرائيل على اجتياح رفح؛ بدعوى أنها لن تستطيع الانتصار في الحرب على غزة دون ذلك، رغم تحذيرات دولية من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى وقوع مجازر في صفوف كثير من المدنيين.
وفي 3كانون الأول 2023، بدأ الجيش الإسرائيلي اجتياح خان يونس؛ على أمل استعادة الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، لكنه خرج من المدينة دون أن يحقق هدفه.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي امس الأحد، أنه "لم يتبقّ في قطاع غزة سوى لواء واحد فقط، هو لواء "ناحال"، ويتولى مهمة تأمين الممر الذي أقامه الجيش لقطع الشمال عن الجنوب، لمنع النازحين من العودة إلى شمالي القطاع".
وتعقيباً على الانسحاب الإسرائيلي من خان يونس، توعّدت كتائب القسام في رسالة مصورة مقتضبة باللغتين العربية والعبرية، باستهدافه مجدداً في حال معاودته الدخول إلى قطاع غزة.
ومنذ 7 تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً على غزة خلّفت أكثر من مئة ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News