بعد طي صفحة المواجهة المباشرة.. عودة لحرب "الوكلاء"

"ليبانون ديبايت"

يتنامى القلق على الساحة الداخلية من موجة التصعيد غير المسبوق التي لا تزال مستمرةً على الجبهة الجنوبية، ويتزامن مع ارتفاع منسوب المخاوف لدى عواصم القرار الغربية، التي يحذر سفراؤها من اتساع رقعة العمليات والمواجهات جنوباً.

وتأتي هذه التحذيرات بمعزلٍ عن طي صفحة الردود بين إسرائيل وإيران، إذ يرى الرئيس التنفيذي لمؤسسة "إنيغما" للتحليل العسكري رياض قهوجي، أن صفحة المواجهة المباشرة التي دامت 5 أيام بين إيران وإسرائيل، قد طويت بشكل واضح، عندما رفض الإيراني الإعتراف بأن هجوماً قد شُنّ عليه من خارج أراضيه ومن إسرائيل ليبررعدم رده.

ومن الواضح، كما يقول المحلل قهوجي لـ"ليبانون ديبايت"، إن الإسرائيلي تماهى معه، ولم يتبنّ الهجوم الذي حصل من أجل تسهيل تسويق الرواية الإيرانية داخلياً في الشارع الإيراني.

في المقابل وفي الشارع الإسرائيلي، يلفت قهوجي إلى أن الحكومة الإسرائيلية ومن خلال تسريبات من مسؤولين إلى بعض الصحف، قد أوضحت لشارعها، أنها ردت ولو بشكل متواضع، ولكن فعّال وبرسالة قوية على الهجوم الإيراني على أراضيها.

وفي هذا المجال، يكشف قهوجي، أنه لا يمكن إغفال الضغوط الكبيرة من الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية وحتى من روسيا وغيرهم من القوى الإقليمية، من أجل وقف هذه المواجهة المباشرة، لأنها ستؤدي في نهاية الأمر إلى حرب إقليمية واسعة، لا يريدها أي طرف.

وعن المشهد بعد طيّ صفحة المواجهة المباشرة، يشير قهوجي إلى العودة مجدداً إلى "حروب الوكالة" أو الحرب بالوكالة القائمة بين إيران وإسرائيل، عبر وكلاء إيران، الذين كانوا "سعيدين باستمرار بهذه الحرب، لأنه عندما تحصل المواجهة بين القوى الأصيلة، يتراجع دور الوكيل يتراجع، وبالتالي عادت اليوم الساحات في العراق وغزة بقوة إلى العمليات العسكرية كما سُجل في الساعات ال48 الأخيرة".

وبالنسبة للجبهة الجنوبية، يلفت قهوجي إلى مطلب إسرائيلي بإيجاد واقع جديد في جنوب لبنان، ولذا فإن إسرائيل مستمرة بالعمل العسكري من أجل تحقيق هذا الهدف. وبالتالي، فإن التوقعات تشير إلى أن العمليات الإسرائيلية قد تتوسع أو تتراجع وفق حسابات داخلية إسرائيلية وحسابات دولية على هذا الصعيد، ويوضح قهوجي أن هذه الحسابات كلها تلعب دوراً في هذا الأمر، ولكن الساحة الجنوبية مفتوحة والقصف يومي ووارد بشكل دائم أن يتصاعد مع إمكانية الإنزلاق إلى حرب أكبر، حتى ولو أن نوايا الأطراف المعنية لا تريد الذهاب إلى حرب أكبر.