إيران لن تبقى مكتوفة الأيدي... وقبرص لن تكون منصّة هجوم على لبنان!

"ليبانون ديبايت"

كان لافتاً التحذير الذي أطلقه أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله إلى دولة قبرص من فتح مجالها الجوي أمام الطيران الإسرائيلي في حال وقوع حرب مع لبنان، لكن الأنظار توجّهت بعد الخطاب إلى مستقبل العلاقات مع الدولة المتوسطية، ولماذ وجه السيد هذا التحذير لها؟

في هذا السياق, يوضح الكاتب والمحلّل السياسي فادي أبو دية في حديث إلى "ليبانون ديبايت", أنه من المؤكد أن دولة قبرص ليست من الآن بل منذ وقت طويل وهي تشكل قاعدة عسكريه هامة بالنسبة للإسرائيلي وحصل فيها الكثير من المناورات والتدريبات العسكرية الإسرائيلية.

ويشير إلى ميزات قبرص المعروفة حيث لديها إطلالة على البحر المتوسط وبإمكانها أن تطال أي أهداف إذا هي لديها مميزات هامة جدا على مستوى الجغرافيا التي تتمتّع بها بسبب إطلالتها المباشرة بحرا مع لبنان لذا في حال حصول أي طارئ فإن إسرائيل من المرجح أن تستخدم مطارات وأرض قبرص لإطلاق صواريخ على لبنان وبالتالي ستصبح منصة.

ويشير إلى ما وصل لمسامع الحزب من مصدر قبرصي إلى الجانب اللبناني عن اتفاقية إسرائيلية قبرصية ستفتح بموجبها قبرص مطاراتها للاسرائيلي لشن هجمات في حال اندلاع الحرب.

وينبّه إلى أن فتح حرب جديدة من قبرص والتي هي عضو بالناتو وبالإتحاد الأوروبي سيؤدي إلى مشكلة مع الإتحاد الأوروبي وليس فقط مع إسرائيل، ويوضح بأن تحذير السيد نصرالله لم يكن تحذيرا بالنار بل رسائل سياسية بإمتياز وكذلك دبلوماسية بأنه لا يمكن لأي أحد أن يتلّطى ويخبئ الإسرائيلي، والمعلومات واضحة بأن الإسرائيلي والأميركي والبريطاني يتواجدون جميعهم في قبرص ولديهم قواعد وهي معلنة.

ومن هذا المنطلق يعتبر أن تحذير نصرالله يقلب الموازين ويضع الجميع أمام مسؤولياته، ولن يكون لبنان مكسر عصا ولن يكون لوحده, فجبهات الإسناد لن تتركه وحيداً، وقد حاولوا الضغط على الحكومة العراقية ولكن الحشد الشعبي لن يكون بعيدا عن معركة حزب الله، وحاولوا الضغط على اليمن وبالتالي لن يكون الحوثي بعيداً عن حزب الله.

ويشدد أبو دية, على أنه هذه المرة لن تكون إيران مجرد دولة داعمة فقط في حال إندلعت حرب شاملة، ويعتقد أن ايران لن تبقى مكتوفة الأيدي وتتفرج على المشهد وتقدم رسائل سياسية أو تدخل بالوساطات بل سيكون لها دور فاعل.