"ليبانون ديبايت"
بات في حكم الثابت أن استعدادات إسرائيل للحرب على لبنان، إنطلاقاً من المواجهات الدائرة على الجبهة الجنوبية المشتعلة تتواصل، فيما المساعي الديبلوماسية لمنع الإنزلاق نحوها تتسارع، في سباقٍ ما بين الحلول العسكرية والتسويات الديبلوماسية برعاية أميركية.
لكن ومن حيث الوقائع الميدانية، يتحدث خبراء أمنيون عن "محادثات الذخيرة" لوزير الدفاع الإسرائيلي في واشنطن، وعن عقودٍ أميركية لتسليح الجيش الإسرائيلي وتجهيزه بحيث يكون أقوى جيش في المنطقة، ويؤكدون ل"ليبانون ديبايت"، بأنها بقيمة 26،4 مليار دولار، منها 5 مليارات للقبة الحديدية، كما تشمل 50 طائرة "أف 15"، و25 طائرة من طراز "أف 35"، وذلك في دلالة أكيدة على أن واشنطن لن تترك هذا الجيش ليكون ضعيفاً، إنما في المستقبل.
وأمّا بالنسبة للوضع الحالي، فإن هذا الإلتزام الأميركي، يقول الخبراء، لا يعني "الضوء الأخضر للحرب"، في إشارة إلى قرار رئيس الأركان الإسرائيلي بوقف نار "تكتي" من معبر كرم ابو سالم باتجاه صلاح الدين في غزة ومن دون العودة إلى الحكومة الإسرائيلية، ما أدى إلى غضب بنيامين نتنياهو الذي قال :" هل لدينا جيش عنده حكومة أم حكومة عندها جيش؟ وذلك بسبب القرار العسكري من دون العودة إلى السلطة السياسية، خصوصاً وأن رئيس الأركان اتخذ القرار بعد اجتماع في البحرين مع القيادة الوسطى الأميركية.
ولذا، من الواضح أن تدخّل واشنطن مباشرةً مع رئيس الأركان الإسرائيلي، أربك إسرائيل، لأنه يؤكد أن القرار الإسرائيلي بالحرب، بات بحاجة إلى الموافقة الأميركية. وفي هذا الإطار، يعتبر الخبراء أن الإدارة الأميركية، وبعدما عاد القرار إليها، هي اليوم أمام احتمالين، الأول هو الخضوع لضغوطات اللوبي اليهودي في أميركا وشركات التصنيع العسكري ما يساهم باتخاذ قرار الموافقة على الحرب والثاني، هو الحراك الديبلوماسي الذي يؤدي إلى الحل من دون القيام بحرب.
لكن الإحتمال الثاني هو الغالب راهناً، في ظل حراك وزير الخارجية أنتوني بلينكن في المنطقة، الذي بدأ زياراته من السعودية إلى مصر والأردن، فيما يقوم الوسيط آموس هوكستين ومن خلال فريقه في بيروت بمواصلة الإتصالات مع الأطراف اللبنانية لوقف التصعيد.
وعن الرؤية الأميركية للحل في المنطقة، يجزم الخبراء بأنها لا تعني فقط إسرائيل بل تعني إعادة برمجة المنطقة وفق الرؤية الأميركية وإدخال اسرائيل ضمن منظومة تراها واشنطن بمثابة الحل، مع العلم أن إدخال إسرائيل ضمن هذه المنظومة، دونه موافقة إسرائيلية على الحقوق الوطنية الفلسطينية وهذا ما تتمسك به مصر والسعودية والأردن، وهو ما لا يمكن تحقيقه عبر حكومة نتنياهو.
ويلاحظ الخبراء، أنه ليس صدفة أن "يغلي" الشارع الإسرائيلي الآن، وإن كان القرار الأميركي يتجه نحو تكريس واقع من القبول في إسرائيل بأن يعيش الفلسطينيون أيضاً بأمان وليس فقط إسرائيل.
وعن حظوظ نجاح الخطة الأمريكية، يجد الخبراء أنها تصطدم بالواقع الموجود في إسرائيل اليوم، في ظل التظاهرات ضد الحكومة اليمينية المتشددة.
ويخلص هؤلاء الخبراء إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي موجود في واشنطن، وذلك ليس فقط للقيام بمفاوضات حول الذخائر للجيش الإسرائيلي، أو التشاور بعملية عسكرية في لبنان، بل للتوفيق بين الرؤية الأميركية والرؤية الإسرائيلية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News