اقليمي ودولي

placeholder

سبوتنيك
الأحد 28 تموز 2024 - 14:54 سبوتنيك
placeholder

سبوتنيك

"قد يكون متعمداً"... خبراء عسكريون: الصاروخ إسرائيلي مئة في المئة

placeholder

تسببت قذيفة صاروخية سقطت على بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، يوم امس السبت، في مقتل 12 شخصا وإصابة نحو 30 آخرين بعضهم بحالة خطيرة، بحسب التقارير الأولية الصادرة عن الطواقم الطبية.

ألقى الجيش الإسرائيلي باللوم على حزب الله وتوعد برفقة النخب السياسية في إسرائيل بردٍ قاسٍ على المقاومة اللبنانية.

بدوره، أكد مصدر مسؤول في حزب الله لـ"سبوتنيك "، أن الحزب لا دخل له في القصف الذي استهدف مجدل شمس بالجولان المحتل، ونفى مسؤوليتهم عن الحادثة.

وفي ذات الصدد، أكد الباحث السياسي والخبير العسكري، الدكتور حسن أحمد حسن، أن "لا علاقة لحزب الله وبقية فصائل المقاومة بما حدث في مجدل شمس، وعلى السلطات الإسرائيلية تقديم تفسير يقنع العقل بدلاً من رفع سقف التهديد والوعيد، وعلى المسؤولين الصهاينة المجرمين الذين يرفعون سقف سعارهم وجنونهم أن يبتلعوا ألسنتهم، ويذعنوا للواقع الجديد المتشكل منذ انطلاقة طوفان الأقصى وحتى تاريخه بدلاً من إلقاء التهم على هذا الطرف أو ذاك، ومحاولة تحميل مسؤولية الجرائم والمجازر التي يرتكبها الجيش المؤقت لضحايا هذا الإجرام الذي آن له أن يتوقف دفعة واحدة، وإلى الأبد".

وقال الدكتور حسن: "إن الموقف بموضوعية، يتلخص بعدة نقاط، أولها أنه منذ الانطلاقة الأولى لحزب الله في بداية ثمانينات القرن الماضي لمقاومة العدوان الإسرائيلي، وهو معروف عنه إعلان تحمله المسؤولية عن أي عمل يقوم به، ولم يثبت أنه أنكر علاقته بأمر إلا وكان لا علاقة له بالفعل، وأي كلام آخر لغو عبثي لا يقدم ولا يؤخر".

وأضاف الدكتور حسن أن "موضوع الخطأ في إصابة الأهداف أمر وقع به الجيش الإسرائيلي مراراً، وهو لا يهتم أين تنزل قذائفه وصواريخه، ولا تعنيه الدقة طالما أن الضحايا ليسوا إسرائيليين"، مشيراً إلى أن الاحتمال الأرجح أن يكون سقوط الصاروخ بسبب خلل تقني أصاب أحد الصواريخ التي تم إطلاقها للتصدي لصواريخ حزب الله، وقد سبق أن تكرر هذا الأمر أكثر من مرة.

وتساءل الخبير العسكري عن المستفيد من هذا الحدث، وحول إن كان من مصلحة حزب الله إطلاق صاروخ على قرية سورية محتلة، رفض أهلها الهوية الإسرائيلية، ورفعوا شعار "المنية ولا الهوية" وهم يتباهون بهويتهم الوطنية السورية، ويتجذرون بأرضهم وانتمائهم الوطني بكل شموخ واعتزاز، ويرفضون الجيش الإسرائيلي البغيض بكل أشكاله وممارساته؟

وأوضح الدكتور حسن، أنه على "امتداد أكثر تسعة أشهر ونصف وبيانات المقاومة الإسلامية في لبنان "حزب الله" تعلن عن كل عملية يتم تنفيذها، مرفقة بالصور، وفي كل مرة ترد على استهداف المدنيين والقرى في الجنوب اللبناني بقصف الأهداف العسكرية ومقرات التمركز الرئيسة والتبادلية ومحاور التحرك، فضلاً عن الآليات والمدرعات والتجهيزات الخاصة بالجيش الاسرائيلي، وتحقق إصابات دقيقة، والبيان الصادر ينفي أي علاقة للحزب بما حدث".

وأشار الخبير العسسكري إلى أن "نيران حزب الله التي تنطلق باتجاه الداخل المحتل لم تستهدف تجمعاً مدنياً إسرائيلياً حتى الآن، وحتى استهداف المستوطنات التي تم إخلاؤها يتم اختيار الأهداف بدقة، والإصابة تكون محصورة في الأبنية السكنية والمقرات التي يشغلها جنود الجيش الإسرائيلي، فكيف يمكن التفكير بأن الحزب الذي لم يستهدف تجمعا سكنياً معادياً، يمكن أن يطلق صاروخاً باتجاه بلدة سورية محتلة؟".

وأضاف الدكتور حسن أنه "لو كان حزب الله بصدد استهداف البلدات المأهولة بالمستوطنين لكانت خسائر الجيش الإسرائيلي بالأرواح بلغت عشرات الآلاف، وهذا يدركه المستوطنون والمسؤولون الإسرائيليون، وبالتالي أيهما أكثر مردودية لحزب الله أن يستهدف مستوطنة مغتصبة تغص بالمستوطنين والجنود، أم بلدة سورية محتلة يُرَاهَن على أن يكون دورها فاعلاً ومؤثراً في مجرى العمليات الحربية إذا توسعت دائرة الحرب؟".

وأكد الخبير العسكري أنه "استناداً لما سبق فالصاروخ الذي انفجر في مجدل شمس إسرائيلي مئة بالمئة، ونحن أمام احتمالين إما خلل في أداء منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي، أو إطلاق متعمد لتحقيق أهداف محددة، منها ما يتعلق بالداخل الإسرائيلي المتشرذم والمنقسم على نفسه، وشده لتوحيد الصف في مواجهة خطر داهم قد يؤدي إلى حرب تتطلب تحشيد الطاقات لمواجهة أخطار وجودية تتبلور أمام بصر الجميع وسمعهم".

وتساءل الدكتور حسن "ماذا لو كان الأمر كله ترتيب متفق عليه مع الإدارة الأميركية، وخاصة أن المجرم نتنياهو ما يزال هناك بهدف توتير الأجواء أكثر، والتهويل بحرب أوسع وأشمل للحصول على أي تنازلات من أطراف محور المقاومة، أو لتوتير الأجواء وتبريدها لاحقاً بشكل تدريجي، والتظاهر بأن واشنطن ضغطت على نتنياهو وعملت على تجنيب المنطقة حرباً شاملة؟ وماذا لو كان تم الاتفاق بين نتنياهو وداعميه في واشنطن على خطوة كهذه لتحقيق أهداف ما تزال خفية، لكنها ستتضح لاحقا؟".

قال الخبير العسكري العميد علي مقصود: "لقراءة الحدث بصورة دقيقة وموضوعية يجب أولاً أن نضع هذا الحدث في سياقه مع الأحداث التي تمر بها المنطقة، ولا سيما أن زيارة لنتنياهو إلى أميركا، التي نجح بجانب منها وهو استمرار دعم أميركا للجيش الاسرائيلي ولنتنياهو لتحقيق أهدافه في غزة، ولكنه لم يحصل على الضوء الأخضر لتوسيع الحرب باتجاه شمال فلسطين المحتلة مع جنوب لبنان، لذلك كان لا بد من تصنيع لحدث يعوّل عليه نتنياهو بأن يجعله منصة ليخاطب الرأي العام على المستوى الإقليمي والدولي حيث يمكن عبر تسليط الضوء على أن الحدث وقع في منطقة يسكنها عرب سوريون ومعظمهم من المكون الدرزي فهذا يعوّل عليه نتنياهو بأنه يمكن أن يدق إسفينا ويصعّد من نبرة الخلاف مع هذا المكون وحزب الله".

وأوضح العميد مقصود أن "هذه المنطقة لا يوجد فيها أي أهداف للمقاومة اللبنانية التي أطلقت اليوم أكثر من 50 صاروخاً على أصبع الجليل في شمال فلسطين وصواريخ أخرى على عدة مواقع ولكن لم يكن باتجاه الجولان أي قذائف أو صواريخ أو مسيرات أو غيرها، ولذلك بتقديري عندما يكون حتى هناك صواريخ باتجاه بعض المواقع كما حصل من استهداف للواء حرمون فالهدف العسكري يبعد أكثر من 3 كيلومترات عن مجدل شمس وطالما أن حزب الله منذ 8 تشرين الاول 2023، وهو ينفذ ضربات صاروخية دقيقة بأسلحة دقيقة وكذلك المسيرات ولم يتم حتى استهداف موقع مدني طالما أنه لم يتخذ قراراً بتوسيع عملية الاستهداف لتطال المدنيين".

وتساءل العميد مقصود عمّن يكون له مصلحة في حدث كهذا؟ موضحاً أن "الاحتمال الأول أن تكون الصواريخ الاعتراضية من القبة الحديدية قد سقط منها صاروخ بعطل فني أو حتى بإرادة الجيش الاسرائيلي، ومن المعلوم أن صواريخ الدفاع الجوي المضادة للطيران وللصواريخ يمكن أن تطلق وتسقط حتى قبل أن تصل إلى هدفها وهي على مسارها في أي منطقة، مشيراً إلى أنه علينا تسليط الضوء على الجهة المستفيدة، إذ بدأنا نسمع تصريحات تصعيدية بشكل تدريجي من قبل القادة العسكريين والمسؤولين الصهاينة والذين لم يستجيبوا لهذا الحادث ويطلقووا بياناً أو تصريحاً محدداً بل أرادوا أن يوجهوا رسائل إلى الرأي العام ليستنفروا الرأي العام ضد حزب الله بأنه هو من قام بهذه الجريمة".

وأضاف العميد مقصود أن "الجيش الاسرائيلي بدأ يتحدث عن رد ولكن محدود وهذا بتقديري ما يريده نتنياهو لإعادة المتظاهرين إن كانوا من ذوي الأسرى لدى حركة حماس أو من يشاركهم في هذه المظاهرات بأن هناك خطراً للمواجهة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، وهذا فعلاً ما انعكس مباشرة على عودة المتظاهرين إلى منازلهم".

وأوضح العميد مقصود أن "هناك هدفين يمكن أن نبني عليهما توقعاتنا حول الجهة التي قامت بهذا العمل الإجرامي، وأنا أقول أجزم بأنه لا دور لحزب الله في هذا الحادث المؤلم وكل ما حصل أن حزب الله وكما عهدناه مباشرة لو كان هناك خطأ لاعترف واعتذر وتوجه للمتضررين بأنه سيقدم لهم كل عون، ولذلك فقد أصدر حزب الله بياناً ينفي فيه أي علاقة له بهذا الحادث، ويعتبر أن هذا التهويل والتصريحات الإسرائيلية بالنسبة له لن تثنيه عن استمراره في موقفه الداعم والمساند لأهلنا في غزة، بل لا يمكن لكل هذه التهديدات أن تشكل ورقة ضغط على حزب الله، باعتبار أنه حالياً هناك حراكاً دبلوماسياً وتوجهاً للمفاوضيين عبر الوسطاء القطريين والمصريين والفريق الصهيوني إلى روما مع الفريق الأميركي، لاستمرار المفاوضات بما يخص وقف إطلاق النار ومقترح بايدن على الصهاينة وحماس لوقف هذه الحرب".

وقال العميد مقصود: "من هنا نقول إن الاحتمال الأكبر بتقديري أن الحادث مفتعل من قبل إسرائيل طالما أن نتنياهو موجود في أميركا ولم يحصل على الضوء الأخضر لفتح جبهة جنوب لبنان وتوسيع رقعة الحرب حتى لو كانت كما يدعي قادته العسكريون بأن الرد أو أي عملية ستكون محدودة، ولكن لن يضمن أن حزب الله لن يرد مباشرة على أنها مواجهة شاملة ويجب أن تغير كل المعادلات إذ يحاول الجيش الاسرائيلي إطالة أمد هذه الحرب لتحقيق مصالح نتنياهو الشخصية والوصول إلى عملية التدمير الكامل لغزة لكي لا تبقى صالحة للحياة".

وأشار إلى أن "هذا هو الهدف وليس أن يكون هناك احتلال من الاسرائيليين لغزة وسيراد لغزة أن تدمر وبالتالي لا يكون هناك ملاذ آمن لكل أبناء غزة ما يحقق هدف الترحيل لأهلنا في غزة باتجاه سيناء أو الأردن أو غيرها، فالصهاينة قاموا بافتعال هذا الحدث إما بإطلاق صاروخ بنفس التوقيت الذي كان فيه حزب الله يطلق مجموعة من الصواريخ باتجاه إصبع الجليل أو قام بإعطاء أوامر فنية بإسقاط الصواريخ الاعتراضية لتسقط في هذه المنطقة لتأجيج النقمة على حزب الله".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة