"ليبانون ديبايت"
إسرائيل تجرأت وقصفت الضاحية، وكسرت قواعد الإشتباك التي كانت شبه قائمة ما بينها وبين "حزب الله"، وحبس أنفاس في الساعات المقبلة بانتظار الرد المقابل للحزب، والذي سيأتي أيضاً على ضوء ما يتفق عليه المعنيون بالإتصالات الديبلوماسية منذ يوم السبت الماضي، عن وجوب أن يكون هذا الردّ على الردّ "متناسباً" بحيث لا يؤدي إلى مواجهة واسعة بين الطرفين.
وبمعزل عن العملية التي نفّذتها مسيّرة إسرائيلية لاغتيال القيادي البارز في الحزب فؤاد شكر، فمن الثابت أن المواجهة انتقلت إلى مستوى جديد. وبعدما كانت جبهة الجنوب، ومنذ 8 تشرين الأول الماضي، تحت سقف الضوابط الواضحة لجهة العمليات التي يقوم بها الحزب والتي كانت على الدوام مخروقة من قبل إسرائيل.
وبالتالي، باتت المعادلة اليوم متصلة باليوم التالي أو المرحلة التالية لقصف الضاحية، وما سيعلنه "حزب الله" بعد استهداف الضاحية التي تمثّل رمزيةً خاصة، وقرّرت إسرائيل ضربها، من دون الأخذ في الإعتبار لكل ما تمّ تسجيله من مفاوضات واتصالات ديبلوماسية خلال الأيام الماضية من أجل احتواء الردّ الإسرائيلي على قصف مجدل شمس في الجولان.
ومن ضمن هذا السياق، فإن الرئيس التنفيذي لمؤسسة "إنيغما للتحليل العسكري" رياض قهوجي، يقول لـ "ليبانون ديبايت"، إن المعادلة الجديدة للمواجهة سترسمها طبيعة الردّ من قبل "حزب الله"،
ويوضح قهوجي أن مناخاً من الترقب والإنتظار يسيطر على المشهد العام، وذلك حتى تتبلور معالم السيناريو الجديد الذي سيتحدّد بحسب ردة الفعل من قبل "حزب الله" وردّه على هذه الإستهداف الإسرائيلي للضاحية الجنوبية وللقيادي المسؤول في الحزب.
ووفق قهوجي، فإن هذا الإستهداف الذي حصل، يكتسب أهميةً كبرى ويحمل أكثر من دلالة بارزة، وذلك لجهة الشخصية المستهدفة أولاً، ولجهة رمزية مكان العملية في الضاحية الجنوبية ثانياً.