"ليبانون ديبايت"
قد تكون المرحلة المقبلة أكثر إثارةً للمخاوف من أية مراحل تصعيد سابقة منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، حيث أن الوساطات التي قادت إلى لجم أي جنوح إسرائيلي نحو توسيع المواجهات خارج إطار المناطق الحدودية، تضاءلت وتراجع تأثيرها وبشكلٍ خاص على الخطّ الأميركي الذي لم يعط الضوء الأخضر ل"الخطط الإسرائلية الجاهزة" وفق المواقف المُعلنة أخيراً.
ووفق مصادر ديبلوماسية مواكبة، فإن تصاعد وتيرة التهديد الإسرائيلية، حول الجهوزية والإستعداد، ليس جديداً بل ما هو جديد هو "سقوط" ما كان يقف في وجه إسرائيل من رادع متمثل بالضغط الأميركي، الذي يعود إلى اعتبارات إنتخابية أميركية بالدرجة الأولى، قد أملت عدم نقل الحرب من غزة إلى جنوب لبنان خلال الأشهر ال11 الماضية.
وإذ تكشف المصادر الديبلوماسية ل"ليبانون ديبايت"، عن أن التنسيق الأميركي مع إسرائيل يتواصل منذ أشهر، تؤكد أنه تحوّل إلى "ميداني" في الأسابيع الماضية، ولم تكن جولة قائد القيادة المركزية الأميركية على الجبهة الشمالية، إلاّ تأكيداً على أن القرار في الميدان ليس إسرائيلياً فقط.
وتربط هذه المصادر بين إعلان بنيامين نتنياهو عن "تغيير الوضع في الشمال"، وتهديد رئيس أركانه هاليفي بالأمس، بالإنتكاسة التي حصلت على خط مفاوضات التهدئة في غزة. وتتحدث عن رفضٍ إسرائيلي مُعلن لأي بحث بوقف التصعيد على جبهة الجنوب إلاّ بعد ترتيبات على الحدود، مع العلم أنه لا يمكن إغفال أن المنطقة الحدودية، وبعمق ما بين 5 و10 كيلومترات، قد باتت وبفعل الأمر الواقع والتدمير الممنهج، أرضاً محروقة ومدمرة بشكلٍ يجعل عودة الأهالي إليها غير ممكنة.
ورداً على سؤال حول ترجمة "نقل الثقل الإسرائيلي شمالاً"، تقول المصادر إنها تؤشر إلى توسيع المنطقة "المحروقة"، وهي تنتهج التصعيد العسكري والقصف التدميري، لفرض أمر واقع على الحدود، في الوقت الذي تنشغل فيه واشنطن باستحقاقها الرئاسي الداخلي والذي يتنافس فيه الحزبان الديمقراطي والجمهوري على "خدمة إسرائيل".
ومن هنا، ترى المصادر الديبلوماسية، أن القادم من الأيام، سيشهد المرحلة الثانية من الحرب والتي تقوم على استهداف وضرب وقطع أوصال خطوط الإمداد وتقليص قدرات "حزب الله" على المواجهة، في معركةٍ تصرّ إسرائيل على مواصلتها ملوّحةً بإمكان تحويلها إلى حرب شاملة.
الـــمــــزيــــــــــد
