"ليبانون ديبايت"
لم تعد حرب الإسناد وإشغال إسرائيل من جنوب لبنان مربوطةً بجبهة غزة، في ضوء ربط إسرائيل كل الجبهات في غزة والضفة الغربية ولبنان ببعضها البعض، وتعليق العمليات العسكرية على الجبهتين الفلسطينيتين والتركيز فقط على الجبهة الجنوبية من خلال العدوان غير المسبوق على امتداد الجغرافيا اللبنانية.
وتقود الإعتداءات الإسرائيلية الأخيرة في يومها الثاني إلى طرح سؤال أساسي يتعلق بالجهة التي سوف تُسند لبنان في مواجهته هذه، وذلك ليس فقط على مستوى المواقف والرسائل الداعمة، كما يلاحظ الكاتب السياسي والمحلل جورج شاهين، والذي يشير إلى عقبات تحول أمام تكوين موقف خارجي داعم سياسياً ودبلوماسياً للبنان بوجه العدوان الإسرائيلي، سواء في مجلس الأمن أو في الهيئة العامة للأمم المتحدة في نيويورك اليوم.
ويقول المحلل شاهين لـ"ليبانون ديبايت"، رداً على سؤال مطروح حول الطرف الذي سيسند لبنان، إن بنيامين نتنياهو رفض وقف حربه على غزة، من أجل وقف حرب الإسناد من جنوب لبنان، بل على العكس، فهو أعلن أنه سيعلّق العمليات في الضفة الغربية ويضع في أولوياته جبهة لبنان، سعياً لنزع أهمّ أوراق "حزب الله" الذي ربط وقف عملياته في الجنوب بوقف النار في غزة، فيما المطلوب دولياً، قد بات محصوراً بفكّ ارتباط جبهة لبنان عن جبهة غزة.
وبالتالي، وعلى عكس كل التوقعات، يؤكد شاهين أن الحرب على لبنان لن تكون طويلة على غرار حرب تموز التي دامت 30 يوماً، مستبعداً أية عمليات ذات طابع "دراماتيكي"، في ظل الحراك الدبلوماسي الذي انطلق في الكواليس الدبلوماسية وبشكل خاص على المستوى الفرنسي.
وفي هذا السياق، يشير شاهين إلى الدعوة الفرنسية لمجلس الأمن يوم الجمعة المقبل لبحث التطورات في لبنان، لافتاً إلى تجربة يوم الجمعة الماضي، عندما فشل لبنان في الحصول على إدانة دولية لجريمة تفجير أجهزة الإتصالات التابعة للحزب، رغم كل الجهود الجزائرية واللبنانية، وعلى الرغم من تعاطف معظم أعضاء مجلس الأمن مع التوجهات اللبنانية من الزاوية الإنسانية، ومشدداً على أهمية وجود رئيس للجمهورية وحكومة فاعلة من أجل رفع الصوت بوجه الإجرام الإسرائيلي، بعد المجزرة الإسرائيلية الأكبر في بيروت والحصول على إدانة دولية وأممية.
ويلفت شاهين إلى أن الأطراف الوحيدة التي تسند وتدعم لبنان اليوم، ليست إلاّ مجموعات وتنظيمات مسلحة وليست دولاً أو عواصم ولن يكون هذا الأمر في مصلحة اللبنانيين، كونه من الصعب إن لم يكن من المستحيل تأليب الرأي العام الدولي على العدوان الإسرائيلي، من خارج محور الممانعة وبعض الفصائل الفلسطينية والعراقية واليمنية، وذلك على الرغم من الحجم الكبير للضحايا المدنيين والشهداء من النساء والأطفال عدا عن التدمير الممنهج ونزوح الآلاف من الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية.
وللوصول إلى تحقيق إدانة أممية، يتحدث شاهين عن نصيحة دولية تلقاها لبنان، وتركز على وجوب وأولوية أن يكون الموقف اللبناني الرسمي صلباً علماً أن أكثر ما يعززه هو وجود رئيس للجمهورية أو رأس للدولة ومؤسسات ممسكة بالقرار.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News