"ليبانون ديبايت"
من الواضح أن الإنزلاق مستمر إلى دورة الحرب الساحقة التي باتت تهدد بتفجير واسع وبتكرار مشهد غزة في لبنان، خصوصاً وأنه لم يعد من الممكن حصر أعداد الشهداء والجرحى.
وإزاء هذا الواقع، يتحدث المحلل الاستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب، عن تسلسل التطورات العسكرية خرل الشهرين الأخيرين وصولاً إلى الحرب اليوم، حيث يشير إلى استراتيجية رسمها رئيس الأركان الإسرائيلي، عنوانها "تجفيف منابع حزب الله" على كل الأراضي اللبنانية وصولاً إلى سوريا، وذلك من خلال تنفيذ ضربات يعتقد أنها مخازن الصواريخ، مع العلم أن كل ما تمّ تسجيله، كان أنه ولمرة واحدة فقط وليس أكثر، بدا خلال قصف سهل دوريس في البقاع، حصول تطاير لأجهزة من صواريخ، ما يؤكد عجزه عن تحقيق أهدافه.
وفي حديثٍ ل"ليبانون ديبايت" يقول العميد ملاعب إنه بعد الإعتداء الإلكتروني، بادر العدو إلى استغلال "النصر"، فقام باعتداءاته الجوية في اليومين الماضيين، إلاّ أنه في المقابل، كانت ردة فعل مقابلة من الحزب، عبر إطلاق مئات الصواريخ، بعضها لإشغال القبة الحديدية وبعضها للوصول إلى أهداف رسمها الحزب، كالقاعدة العسكرية في الشمال ومركز صناعة الأسلحة الذكية.
ويرفض ملاعب ادعاء العدو بأن صواريخ الحزب قد فشلت، موضحاً أنه "إذا القبة الحديدية معنية بالدفاع، فإن هذه المواقع التخصصية التي استهدفها الحزب، لديها دفاعاتها الخاصة التي تمنع وصول الصواريخ إليها، ولذلك قد يكون من الممكن أن لا تكون صواريخ حزب الله قد أصابتها، ولكنها استهدفت مراكز قريبة منها حيث أن صفارات الإنذار قد دوت في 71 قرية وبلدة في المحيط ونزل ما لا يقل عن 300 ألف إلى الملاجىء، وهذا إنجاز حققه الحزب في ظل عدوان إسرائيلي وسيطرة الطيران الحربي الإسرائيلي على الأجواء، بمعنى أنه فشل للعملية الإسرائيلية".
وبالتالي، فإن استراتيجية اسرائيل التصاعدية، كما يتابع ملاعب، قد بدأت باستهداف القرى والأبنية السكنية وبالحرب النفسية عبر الرسائل إلى الأهالي في القرى الجنوبية للخروج من منازلهم ثم تصعيد القصف وتهجيرهم أولاً من القرى الأمامية وثانياً من المدن والبلدات في الجنوب.
وعن الحديث الإسرائيلي عن إعادة الحزب عشرين عاماً إلى الوراء، أو القضاء على نصف صواريخ "حزب الله"، يلاحظ ملاعب أنه خلال الغارات، لم يتمّ تصوير سوى فيديو واحد تظهر فيه انفجارات أسلحة قد تكون من مخزن واحد للصواريخ وليس أكثر وذلك في تخوم قرية الجنوب.
ومن هنا، يجد ملاعب أن الحزب ما زال يختزن كل صواريخه البعيدة المدى وقد أفهم العدو أن "جبالنا خزائننا"، بمعنى أنه مهما كان لدى العدو من تفوّق جوي ومن قذائف أميركية متطورة بالنسبة لمستوى الوزن والإختراق، فهو لن يستطيع من الوصول إلى "خزائن الصواريخ"، حيث أنه رغم عدد الغارات الإسرائيلية الذي وصل إلى 1400، فقد أطلق الحزب من الجنوب 210 صواريخ متوسطة المدى، وصلت إلى أهدافها ومنها إلى مستوطنات في شمال الضفة الغربية في رسالة إلى الفلسطنيين في الضفة، وإن كان من المؤسف أن بعض الصواريخ أصابت قرى فلسطينية، إنما رغم ذلك هذه القرى رفعت راية المقاومة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News