لبنان في مرمى الحرب "الثالثة"؟

"ليبانون ديبايت"

إذا كان من المحسوم أن "حزب الله"، لن يتراجع عن ربط جبهة جنوب لبنان بجبهة غزة، رغم كل الأثمان التي يدفعها، فإن المواجهة المفتوحة التي بدأت وتدرّجت على مدى الأشهر ال11 الماضية، بات اليوم أقرب من أي وقت مضى، لتكون الحرب الإسرائيلية الثالثة على لبنان.

لكن الحرب "الثالثة"، ووفق أوساط سياسية متابعة، لا تزال من ضمن الخيارات المطروحة على الطاولة وليست قراراً بعد لدى الحكومة الإسرائيلية، ذلك أن ما يحصل من اجتياح جوي لكل الأراضي اللبنانية اعتباراً من يوم الإثنين الماضي، لا يزال من ضمن سياق قرار العمليات المتخذ من أجل تحقيق الهدف المعلن وهو إعادة المستوطنين إلى الشمال "بالنار".
وعلى الرغم ممّا هو متداول عن مباحثات من أجل وقف النار على الجبهة الجنوبية، فإن الأوساط المتابعة تكشف ل"ليبانون ديبايت" أن الحرب على هذه الجبهة، وإن كانت ما زالت تقتصر على الغارات الجويةّ ولم تتحول إلى عمليات برية، فقد وصلت إلى نقطة اللاعودة، حيث لم يعد من أي إجراءات عملية فعلية لوقف العدوان الإسرائيلي من جهة ووقف إطلاق الصواريخ من قبل "حزب الله" على إسرائيل من جهةٍ أخرى، خصوصاً بعدما أطلق الحزب بالأمس صاروخاً باليستياً نحو تل أبيب، ما يؤشر إلى أنه ما زال يمتلك القدرة على ضرب بنك الأهداف الذي يملكه، بصرف النظر عن كل ما تعرض له من ضربات على مدى الأسبوع الماضي.

ومن هنا، فإن المصادر تقول إن الحزب يعتبر أنه ما زال في اليوم الأول للحرب، ويختزن الكثير من المفاجآت على مستوى تحقيق استهدافات صاروخية في وسط إسرائيل كما بالأمس أو في أي مناطق أخرى، حيث أنه وحتى اللحظة، ما زال الصاروخ الباليستي الذي أطلقه يرتدي طابع "الرسالة الصاروخية" التي أصابت هدفاً عسكرياً ووصلت إلى وجهتها.
وعن الحرب الثالثة، فإن المصادر المتابعة، تقرّ بأن ظروفها لم تنضج بعد، وإن كانت إسرائيل تتحدث عن جهوزية خططها بعدما استدعت عشرة آلاف جندي من الإحتياط، إلاّ أنها تكشف بأن المواقف الإسرائيلية وتصعيدها للقصف والغارات، يوحي وكأنها جاهزة للحرب البرية، ولكن لم يتمّ اتخاذ أي قرار بالدخول البري، كما أنه من حيث الميدان، ما من وقائع أو معطيات تدل على جدية الخيار البري، وإن كان التصعيد "النوعي" ما زال من ضمن التوقعات، وذلك حتى يوم الجمعة المقبل على الأقل.

في المقابل، تتحدث المصادر عن أن الحزب لن ينسحب من الإشتباك مع إسرائيل ومن الحرب التي ستستمر وفق النمط الذي تدور فيه الآن، مع استعداده أيضاً لأي عملية برية إسرائيلية قد تنطلق في أي توقيت.