شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت أكثر من 13 غارة إسرائيلية خلال الليلة الماضية، مما حول العديد من أحيائها إلى ركام.
وتمكن اللبنانيون من مشاهدة ألسنة النار تتصاعد من جنوب عاصمتهم مباشرة عبر الشاشات. وفيما عبر كثيرون عن حزنهم وقهرهم إزاء هذه المشاهد المروعة، تصدرت صورة لطائرة تابعة لشركة الشرق الأوسط للطيران "ميدل إيست" المشهد، وهي تحلق ليلاً في سماء العاصمة بينما كانت النيران تشتعل في إحدى المناطق القريبة من المطار.
صور لهبوط طائرة لبنانية في مطار بيروت رغم استمرار الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية#قناة_العربية pic.twitter.com/tSbJxRTedg
— العربية (@AlArabiya) October 20, 2024
وشارك العديد من اللبنانيين وغيرهم الصورة على منصة إكس، من بينهم الفنانة إليسا والإعلامي عمر أديب. إذ نشرت إليسا الصورة على حسابها في إكس مع تعليق "أسطورية". فيما أعاد أديب نشر تغريدة المغنية اللبنانية، معبراً عن أسفه بالقول: "هيدا لبنان اللي بعرفه يا إليسا الدنيا حريق والطيارة اللبنانية تهبط بسلام"، معرباً عن أمله في أن يعود لبنان أفضل مما كان.
هيدا لبنان اللى بعرفه يا اليسا الدنيا حريق والطياره اللبنانيه تهبط بسلام . ان شا الله راجع راجع يتعمر راجع لبنان https://t.co/yqP7cmCJMg
— Amr Adib (@Amradib) October 20, 2024
لكن تبين لاحقًا أن الصورة ليست حقيقية، على الرغم من استمرار طائرات الميدل إيست في رحلاتها خلال الغارات. فقد بحثت "العربية" عن تلك الصورة في الوكالات العالمية ولم تعثر عليها، كما أجرت تحقيقًا حول صحتها على أحد المواقع المتخصصة في تمييز الصور المعدلة باستخدام الذكاء الاصطناعي، ليتبين أنها قد تم تعديلها بالفعل.
وذكر مصدر أمني لبناني مساء أمس الأحد أن الضربات الإسرائيلية استهدفت محيط مطار بيروت الدولي الوحيد في البلاد، حيث أظهرت لقطات سحب دخان تتصاعد من مواقع قريبة من المرفق الحيوي. وأضاف المصدر الأمني، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن ضربتين أصابتا أهدافًا قريبة من المطار، بينما كانت إسرائيل تشن غارات على مناطق في الضاحية الجنوبية، عقب إصدارها تحذيرات بإخلاء مواقع محددة، وفقًا لما نقلته فرانس برس.
يُذكر أن عدد الغارات على الضاحية، التي كانت تُعتبر معقلًا حصينًا لحزب الله، بلغ نحو 13، بما في ذلك واحدة قريبة من المطار. ومنذ أيلول الماضي، زادت إسرائيل من غاراتها العنيفة على الضاحية، بالإضافة إلى الجنوب اللبناني والبقاع (شرقًا). كما أطلقت مطلع الشهر الحالي ما وصفته بالعملية البرية المحدودة، متوغلة في بعض البلدات الحدودية جنوبًا، وسط اشتباكات شبه يومية مع عناصر حزب الله. وقد أدى هذا التصعيد إلى مقتل نحو 1500 مدني ونزوح أكثر من مليون من الجنوب والضاحية الجنوبية.