القطاع الطبي تحت النار.. إسرائيل تسعى لتعطيل المستشفيات

أدان نقيب أطباء لبنان في بيروت، البروفسور يوسف بخاش، التهديدات الإسرائيلية المستمرة التي تستهدف القطاع الصحي، وآخرها التهديد المباشر لمستشفى الساحل. وأكد بخاش أن إسرائيل لم تتوانَ سابقاً عن استهداف الفرق الطبية والإسعافية، إلى جانب استهداف سيارات الإسعاف، متجاهلة الرسالة الإنسانية التي يجسدها هؤلاء العاملون.

وقال بخاش: "هذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها العدو المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية، ساعياً إلى إخراجها من الخدمة. ورغم الظروف، يبقى الجسم الطبي مستعدًا بخدماته لخدمة اللبنانيين كافة دون استثناء، ومعالجة الجرحى والمصابين تماشيًا مع قسمه الطبي وتطبيقًا للقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، والتي تضمن حق الحصول على الرعاية الطبية."

وفي ختام تصريحه، دعا نقيب الأطباء إلى تدخل عاجل من الدول الموقعة على شرعة حقوق الإنسان واتفاقية جنيف الخاصة بتحييد المرافق الطبية والصحية عن النزاعات المسلحة، مؤكدًا أن استمرار هذه الانتهاكات قد يؤدي إلى تدهور الوضع العالمي إلى ما يشبه "شريعة الغاب".

على صعيد آخر، أفاد مركز عمليات الطوارئ بوزارة الصحة العامة أن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت محيط مستشفى الحريري الحكومي الجامعي أسفرت عن استشهاد أربعة أشخاص، بينهم طفل، وإصابة 24 آخرين بجروح. وتسببت الغارة أيضًا بأضرار بالغة في البنية التحتية للمستشفى.

في بيان شديد اللهجة، استنكرت وزارة الصحة العامة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المنشآت الصحية في لبنان. وأشارت إلى أن الغارة تأتي في إطار تصعيد خطير، حيث طالت مستشفيين رئيسيين في بيروت وجبل لبنان. وأضاف البيان أن الاحتلال الإسرائيلي، بعد تهديده لمستشفى الساحل، استهدف مداخل مستشفى الحريري، الذي يقدم خدماته لأعداد كبيرة من المرضى يوميًا، ويضم مركزًا رئيسيًا للصليب الأحمر الدولي.

وأوضحت الوزارة أن هذه الهجمات تعكس تجاهلًا مستمرًا للقوانين الإنسانية والدولية، مشيرة إلى استهداف العاملين في القطاع الصحي، ما أسفر عن استشهاد أربعة مسعفين وإصابة آخرين خلال تأدية واجبهم.

ورفعت وزارة الصحة صوتها مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف هذه الجرائم. وأضاف البيان: "الصمت الدولي حيال هذه الانتهاكات يعزز ثقافة الإفلات من العقاب. فإلى متى سيستمر تجاهل معاناة المدنيين والعاملين الصحيين في لبنان؟".

وفي ختام البيان، أكدت الوزارة أن الجسم الطبي، رغم التهديدات المتواصلة، سيبقى في الصفوف الأمامية لخدمة المجتمع اللبناني وتقديم المساعدات الإنسانية، مشددة على التزامها الثابت في مواجهة العدوان والعمل على إنقاذ الأرواح.