بعد إعلان فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأميركية، بدأ الحديث يتصاعد حول خططه المستقبلية، لا سيما فيما يتعلق بالوجود العسكري الأميركي في سوريا.
وأفادت تقارير بأن ترامب يعتزم سحب القوات الأميركية من شمال سوريا، وهو قرار قد يغير التوازن العسكري في المنطقة.
روبرت أف كينيدي جونيور، الذي أعلن دعمه لحملة ترامب الانتخابية ويتوقع أن يلعب دورًا رئيسًا في إدارته، ذكر أن "ترامب يفضل سحب القوات الأميركية من سوريا بدلًا من تركها "وقودًا للمدافع" في حال اندلعت مواجهة بين تركيا والمسلحين الأكراد".
وأكد كينيدي أن "ترامب يعبر عن قلقه من الوجود العسكري الأميركي طويل الأمد في سوريا ويعتقد أن من الأفضل سحب هذه القوات".
من جهة أخرى، أوضح سهيل خان، المستشار السياسي في الحزب الجمهوري، في تصريحات لقناة "الحرة"، أن ترامب كان واضحًا في حملته الانتخابية عندما أكد رغبته في حماية مصالح الولايات المتحدة من خلال جيش قوي، ولكنه في الوقت ذاته لا يريد تعريض القوات الأميركية للخطر كما حدث في العراق وأفغانستان وفيتنام.
وأضاف خان أن "ترامب يفضل وضع جدول زمني منظم لسحب القوات الأميركية من الشرق الأوسط مع الحفاظ على استقرار المنطقة وحماية المجتمعات المحلية".
في المقابل، استبعد كالفين دارك، عضو الحزب الديمقراطي، في حديث لقناة "الحرة"، أن يقوم ترامب بسحب القوات الأميركية من سوريا، واعتبر أن تصريحات كينيدي قد تكون مجرد "كلام" دون أن تترجم إلى قرارات فعلية، مشيرًا إلى أن ملف سحب القوات من سوريا معقد ويستلزم التنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة مثل تركيا، وأن ترامب لا يمتلك "استراتيجية عسكرية حقيقية" فيما يتعلق بالمنطقة.
وتنشر الولايات المتحدة حاليًا نحو 2500 جندي في العراق و900 جندي في سوريا ضمن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لمكافحة تنظيم داعش، الذي لا يزال يُعتبر تهديدًا رغم خسارته للأراضي التي كان يسيطر عليها.
وقد ذكرت الأمم المتحدة في تقرير نشر في كانون الثاني الماضي أن داعش لا يزال يمتلك ما بين 3000 و5000 مقاتل في العراق وسوريا، مما يشير إلى أن تهديد التنظيم لا يزال قائمًا.
في السياق ذاته، أشار آلان ماتني، منسق وزارة الدفاع الأميركية للتحالف الدولي، إلى أن "داعش لم يعد يسيطر على أراضٍ، لكن الأيديولوجية التي يتبناها التنظيم لا تزال تمثل تهديدًا"، وأكد أن "التحالف الدولي يحتاج إلى مواصلة العمل لمكافحة هذه التهديدات".
ووفقًا للمراقبين، فإن استراتيجية ترامب لسوريا تتمثل في تقليص الوجود العسكري الأميركي في المنطقة رغم أهمية هذا الوجود في مكافحة داعش، وتحذر بعض الأوساط من أن انسحاب القوات الأميركية قد يؤدي إلى زيادة المخاطر الأمنية في المنطقة ويعزز من فرص ظهور جماعات متطرفة جديدة، مما قد يهدد الاستقرار الإقليمي.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News