من الخلافات إلى الغداء: ترامب يعود إلى البيت الأبيض بدعوة من بايدن

بعد أربع سنوات من الخروج الغاضب، يعود الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، تلبية لدعوة خصمه اللدود، الرئيس الحالي جو بايدن، لتناول الغداء معه.

ورغم أن الدعوة تعدّ بروتوكولية وعادة متبعة بين الرؤساء الأميركيين، إلا أن هذه الزيارة تأتي في سياق خاص، بالنظر إلى العلاقات المتوترة بين الرجلين.

فقد أمضى ترامب السنوات الأربع الماضية في مهاجمة بايدن، متهماً إياه بالعجز وضعف القيادة، ووصفه تارة بالعجوز الخرف وطوراً بالضائع والضعيف، كما لم يتقبل خسارته في انتخابات 2020، حيث اتهم فريق بايدن بالتلاعب والتزوير في نتائج الانتخابات.

ومع عودته إلى البيت الأبيض، سيلاحظ ترامب الكثير من التغييرات في المكتب البيضاوي، فقد اختفت اللوحة الزيتية التي كان قد علقها خلال ولايته الأولى للرئيس أندرو جاكسون، الذي اشتهر بإشرافه على الترحيل القسري للهنود الأميركيين.

في مكانها، قام بايدن بتعليق صور لعدد من الشخصيات التاريخية، مثل فرانكلين روزفلت، وبنجامين فرانكلين، وتوماس جيفرسون، وألكسندر هاميلتون، في تغيير يعكس التباين الكبير في رؤية الرئيسين. كما تم استبدال تمثال ونستون تشرشل، الذي كان يزين المكتب البيضاوي خلال فترة ترامب، بتماثيل لرموز حقوق الإنسان مثل سيزار تشافيز، ومارتن لوثر كينغ جونيور، وروبرت كينيدي، وروزا باركس، وإليانور روزفلت. ورغم أن بايدن لا يضع تمثال تشرشل في المكتب البيضاوي، إلا أنه وضعه في غرفة طعامه الخاصة.

كما لن يجد ترامب في مكتبه "الزر الأحمر" الذي كان يستخدمه في فترة رئاسته لطلب "الكوكا كولا"، حيث أوقف بايدن استخدامه تماماً، لكن من المحتمل أن يعجب ترامب ببعض الإضافات التي أدخلها بايدن إلى المكتب البيضاوي، مثل تلفزيون صغير مغطى بإطار ذهبي ومخبأ خلف المكتب، مما يجعله غير ظاهر.

رغم التغييرات والاختلافات الواضحة بين أسلوب الرئيسين، يبقى الأكيد أن اللقاء بين بايدن وترامب، وإن كان تقليدياً، لن يكون عابراً.

وأكدت مصادر في البيت الأبيض أن بايدن سيتعامل مع اللقاء بشكل مهني، وأنه سيطرح خلاله مواضيع هامة، من بينها الأوضاع في أوكرانيا، كما سيؤكد بايدن على عزمه تسهيل عملية تسلم ترامب السلطة حال توليه المنصب، على الرغم من التوترات بينهما.