تقترب الفصائل المسلحة من السيطرة الكاملة على مدينة حمص السورية، ما يشكل تهديداً استراتيجياً كبيراً للنظام السوري. المدينة التي تعتبر مركزاً عسكرياً واجتماعياً حيوياً بالنسبة للنظام، أصبحت الآن على مقربة من السقوط في يد المجموعات المعارضة، بعد دخول الفصائل المسلحة إلى تخومها الشمالية صباح الجمعة.
تقع حمص وسط سوريا، وتشكل حلقة وصل رئيسية بين شمال البلاد وجنوبها، بالإضافة إلى كونها رابطاً مهماً بين الشرق (البادية السورية) والساحل الغربي، ويمثل فقدان السيطرة عليها ضربة قاسية للنظام السوري، خاصةً وأنها تُعد معبراً رئيسياً لخطوط الإمداد والاتصال بين دمشق ومدن الساحل السوري.
وأكد الباحث السوري محسن المصطفى أن "المدينة تستضيف مجمع الكليات العسكرية، بالإضافة إلى الفرقة 11 والفرقة 18 المتخصصة بالدبابات، ما يجعلها مركزاً عسكرياً مهماً"، وفي حال تمكنت الفصائل من السيطرة على هذه المواقع، فسيؤدي ذلك إلى الاستيلاء على أسلحة ثقيلة وتقنيات متطورة، مما يعزز قوتها ويهدد توازن القوى على الأرض.
وتتمتع حمص بحاضنة اجتماعية كبيرة للنظام، لا سيما من الطائفة العلوية، ما يجعل سيطرة الفصائل عليها ضربة مزدوجة للنظام على الصعيدين العسكري والسياسي، وقد يكون لهذا التغيير في المعادلة الاجتماعية أثر كبير، حيث قد يتخلى بعض المدنيين الموالين للنظام عن ولائهم، ما يضعف الاستقرار الداخلي للنظام.
ورأى الخبراء العسكريون، مثل ناجي ملاعب، أن سقوط حمص يعني قطع الطرق الواصلة بين دمشق ومدن الساحل، وهو ما سيُؤثر بشكل مباشر على قدرة النظام السوري على التحرك على الأرض، ومن الممكن أن يؤدي هذا إلى انهيار كامل للقدرة الدفاعية للنظام، لاسيما في ظل وجود دعم ضعيف من حلفاء مثل إيران وحزب الله.
منذ بداية الهجوم العسكري في حلب، اعتمد النظام السوري على مصطلح "إعادة التموضع والانتشار" لتفسير انسحابه من بعض المناطق الاستراتيجية، وقد أصبحت هذه الاستراتيجية أسلوباً اعتيادياً بعد سقوط حماة في يد الفصائل المسلحة. في حال خسارة حمص، يتوقع الباحثون أن يواجه النظام صعوبة في إعادة انتشار قواته أو تأمين سيطرته على مناطق أخرى، مما يُهدد استقرار منطقة دمشق نفسها.
وسيطرة الفصائل المسلحة على حمص سيكون له تأثير كبير ليس فقط على الصعيد المحلي، بل على مستوى الصراع الإقليمي، فقد يؤدي إلى تراجع نفوذ النظام السوري في المنطقة، ما يعزز من موقف خصومه في الحرب الأهلية السورية، بما في ذلك الجماعات المسلحة الموالية للدول الكبرى المنافسة للنظام.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News