ميقاتي يتفقد مراكز الجيش في الجنوب

تفقد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، اليوم السبت، مراكز الشواكير والقليلة التابعة للجيش اللبناني في منطقة صور، يرافقه عدد من الوزراء وقائد الجيش العماد جوزاف عون.

خلال الزيارة، التقى الرئيس ميقاتي بالعسكريين في المراكز المذكورة، معبرًا عن تقديره الكبير للتضحيات التي يقدمها الجيش اللبناني في ظل المرحلة الاستثنائية الراهنة، مؤكدًا على أهمية الدور الذي يلعبه الجيش في الحفاظ على الاستقرار وحماية السيادة الوطنية.

كما اطمأن ميقاتي على أوضاع العناصر العسكرية الذين أصيبوا جراء استهداف العدو الإسرائيلي لمركز القليلة في 24 تشرين الثاني 2024، مثمنًا شجاعتهم وإصابتهم في سبيل الدفاع عن الوطن.

كما تفقّد ميقاتي يرافقه وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية وقائد الجيش، مركز قيادة لواء المشاة الخامس في البياضة- صور الذي كان قد استُهدِف من قبل العدو الإسرائيلي أثناء عدوانه الأخير، واطّلع على إجراءات تعزيز الانتشار في قطاع المسؤولية.

وأشاد ميقاتي بأداء عناصر اللواء وتضحياتهم، لا سيما بعد وقوع 10شهداء وإصابة 57 عسكريًّا في صفوفهم.

هذه الزيارة أتت بعد جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية التي عُقدت في ثكنة بنوا بركات بمدينة صور، حيث أعلن ميقاتي عن خطة جديدة لتعزيز الوجود العسكري اللبناني في منطقة جنوب الليطاني. هذه الخطط جاءت في أعقاب الخروقات الإسرائيلية المتكررة لقرار وقف إطلاق النار، في وقتٍ حساس، حيث كان يهدف الاجتماع إلى دعم الجيش اللبناني في مهمته جنوب الليطاني، بالتنسيق مع قوات اليونيفيل، في إطار تنفيذ القرار الدولي 1701.

ميقاتي أكد في أكثر من مناسبة دعم الحكومة الكامل للجيش اللبناني في مهماته الاستراتيجية، مؤكدًا أن الاستقرار في الجنوب اللبناني هو ركيزة أساسية لاستقرار منطقة الشرق الأوسط ككل. كما شدد على أن لبنان "لن يخضع للتهديدات" من أي جهة كانت، ولن يسمح لأي سلاح غير شرعي بتهديد السيادة الوطنية.

وفي هذا السياق، صرح ميقاتي قائلاً: "إننا نقف اليوم مع الجيش اللبناني في معركته للحفاظ على السيادة وحماية حدودنا من أي تهديد خارجي".

وأضاف، "لبنان لن يكون ساحة مفتوحة للمخططات الإسرائيلية أو غيرها من الأطراف الإقليمية. نحن اليوم نؤكد على تطبيق القرارات الدولية، وعلى رأسها القرار 1701، الذي يضمن لنا الاستقرار ويعزز سيادتنا".

من جهة أخرى، وجه رئيس الحكومة تحية خاصة لشهداء الجيش وعائلاتهم، وأعرب عن ثقته التامة بقيادة الجيش اللبناني التي أظهرت كفاءة عالية في التعامل مع التحديات المختلفة.

وذكر ميقاتي أن القوات المسلحة هي الدرع الحامي للبنان، وأن على جميع اللبنانيين أن يتوحدوا لدعم الجيش في مهماته الوطنية، مشيرًا إلى أن الوحدة الوطنية هي السبيل الوحيد لتجاوز التحديات الراهنة.

من جانبه، أشاد قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون بالمساندة التي تتلقاها المؤسسة العسكرية من قبل الحكومة اللبنانية، مشددًا على أن الجيش اللبناني سيواصل مهمته في الدفاع عن الأرض والسيادة الوطنية. وأكد عون أن الجيش جاهز لتطبيق الخطة الأمنية في الجنوب وفق أعلى درجات الجاهزية، مع التأكيد على ضرورة تعاون المجتمع الدولي لتنفيذ القرارات الدولية لضمان الأمن والاستقرار.

الزيارة تأتي في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة الجنوبية من لبنان بسبب الخروقات الإسرائيلية المتكررة للهدنة. وسبق أن أكدت مصادر لبنانية أن الجيش اللبناني يتخذ إجراءات صارمة على الحدود لمواجهة أي تهديدات أمنية، خصوصًا في منطقة الجنوب.

وفي هذا السياق، كان قد تم الإعلان في الأيام الماضية عن أن الحكومة اللبنانية قد وافقت بالإجماع على خطة انتشار الجيش في جنوب الليطاني، كما تم التأكيد على أن الحكومة تعمل بشكل مستمر على حل القضايا التي تواجهها المنطقة في ظل التهديدات الإسرائيلية المستمرة. ميقاتي قد أكد أنه ستتم إزالة الأنقاض والردميات في المناطق المتضررة من الهجمات، في خطوةٍ تهدف إلى إعادة إعمار المنطقة وتوفير بيئة آمنة لمواطنيها.