في رسالة مسجلة نشرت صباح الأحد، أكد رئيس الوزراء السوري محمد غازي الجلالي استعداد حكومته للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب السوري، مشددًا على ضرورة الحفاظ على استقرار الدولة وانتقال السلطة بطريقة سلمية ومنهجية.
جاءت هذه الرسالة في وقت حساس، حيث تشهد سوريا تحولات كبيرة بعد سقوط النظام وعودة العديد من المناطق إلى سيطرة الفصائل المسلحة المعارضة، مع إعلان دمشق "حرة من الطاغية" واستمرار التقدم العسكري في العاصمة.
وقال الجلالي في رسالته: "نحن مستعدون للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب، وتقديم كل الدعم الممكن لضمان انتقال سلس وممنهج للمهام الحكومية، والحفاظ على مرافق الدولة".
وأضاف، أنه يثمن أهمية العمل على انتقال السلطة بشكل سلس، مشددًا على أن الحكومة السورية السابقة مستعدة للقيام بدورها في ضمان استمرارية عمل المؤسسات.
وفي سياق آخر، دعا الجلالي المواطنين السوريين إلى ضرورة حماية المرافق العامة باعتبارها ملكًا لجميع المواطنين، مشيرًا إلى أهمية الحفاظ على الاستقرار في هذه المرحلة الحساسة.
وقال: "أنا هنا في بيتي، ولم أغادره ولا أنوي الخروج منه إلا بسلام لضمان استمرار عمل المؤسسات العامة ومرافق الدولة، ولبث الأمن والأمان لجميع المواطنين... نمد أيدينا إلى كل مواطن سوري مهتم بالحفاظ على ممتلكات هذا الوطن... وأحث جميع المواطنين على عدم المساس بأي ممتلكات عامة لأنها في النهاية ملك لهم".
وفي وقت لاحق، قال في مداخلة مع "العربية": الأسد قال لي "غدا نرى" في تعليقه على التطورات.
واكد أنه "تواصلنا مع إدارة العمليات العسكرية.. واتفقنا على أهمية الحفاظ على المؤسسات"، مضيفاً أن "معظم الوزراء موجودون في دمشق".
وأشار إلى أنه "حدث تواصل مع الجولاني بشأن كيفية إدارة الفترة الحالية"، في إشارة إلى قائد "هيئة تحرير الشام"، أبو محمد الجولاني، الذي بدأ يستخدم اسمه الحقيقي، أحمد الشرع.
رئيس الحكومة السورية أضاف بالقول: "قراري بالبقاء في البلاد مبدئي.. وسنحاول إعادة 400 ألف موظف لأعمالهم". وأعرب عن أمنيته أن تكون هناك "مصالحة بين فئات الشعب السوري".
في هذا السياق، كان قد أصدر زعيم "هيئة تحرير الشام"، أحمد الشرع، المعروف أيضًا باسم "أبو محمد الجولاني"، بيانًا عبر منصة "تليغرام" دعا فيه قوات الفصائل المعارضة إلى الامتناع عن الاقتراب من المؤسسات العامة في العاصمة دمشق، مشيرًا إلى أن هذه المؤسسات ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السوري السابق حتى يتم تسليمها بشكل رسمي.
وقال الشرع في بيانه: "على كافة القوات العسكرية في مدينة دمشق يمنع منعا باتا الاقتراب من المؤسسات العامة التي ستبقى تحت إشراف رئيس الوزراء الأسبق لحين تسليمها رسميًا، كما يمنع إطلاق الرصاص في الهواء".
يأتي هذا البيان بعد ساعات من إعلان الفصائل المعارضة السيطرة على دمشق، وهو ما يمثل نقطة تحول في النزاع المستمر منذ سنوات. الدعوة إلى الحفاظ على المؤسسات العامة وتجنب العنف تعكس رغبة في ضمان انتقال السلطة بسلاسة مع الابتعاد عن الفوضى والدمار الذي لحق بالعديد من المناطق السورية في السنوات الماضية.
في الوقت نفسه، في مقابلة مع شبكة "CNN" يوم الخميس الماضي، طرح الجولاني، الذي بدأ يستخدم اسمه الحقيقي أحمد الشرع بدلًا من لقبه العسكري "أبو محمد الجولاني"، رؤية جديدة لمستقبل سوريا بعد الحرب.
هذه الخطوة تأتي في وقت حساس، حيث يسعى الجولاني لإعادة صياغة صورته الدولية ومحاولة تغيير الانطباع عنه كزعيم عسكري إلى شخصية سياسية تسعى للمشاركة في بناء سوريا المستقبل.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها الجولاني علنًا باستخدام اسمه الحقيقي، وهو ما يعكس محاولة لتغيير هويته القيادية ولتنفيذ تحول كبير في استراتيجية "هيئة تحرير الشام" التي كانت ترتبط في السابق بالصراع المسلح والفصائل الجهادية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News