المحلية

الحرة
الثلاثاء 10 كانون الأول 2024 - 21:45 الحرة
الحرة

بعد أكثر من عقد... عجز حزب الله وإيران عن إنقاذ الأسد هذه المرة!

بعد أكثر من عقد... عجز حزب الله وإيران عن إنقاذ الأسد هذه المرة!

بعد أكثر من عقد من الزمن على اندلاع الثورة السورية، انتهى حكم بشار الأسد في كانون الأول 2024، لتنتهي حقبة استمرت نحو ربع قرن، بدأها كوريث لوالده حافظ الأسد. الدعم الإيراني الكبير كان العامل الحاسم في إطالة عمر نظامه، لكن مع غيابه المفاجئ، وجد الأسد نفسه دون حلفاء رئيسيين.

عند اندلاع ثورات الربيع العربي، لم يصمد رئيسا تونس ومصر طويلاً، في حين أن دولًا أخرى، كليبيا وسوريا، شهدت تدخلًا عسكريًا واسعًا لجيوشها ضد شعوبها. تلك المواجهات أسفرت عن سقوط الأنظمة وتفكك جيوشها، حيث قُتل معمر القذافي بعد أشهر قليلة، بينما تمكن الأسد من الاستمرار أكثر من 13 عامًا.

هذا الصمود لم يكن بفضل الجيش السوري وحده، فقد شهد انشقاقات واسعة بسبب رفض الكثير من الضباط والجنود المشاركة في قمع السوريين. لكنه تلقى دعمًا كبيرًا من حلفائه، ما أتاح له البقاء لفترة أطول، قبل أن تأتي النهاية الحتمية التي تأخرت كثيرًا.

في الأيام الأخيرة، انسحبت الجماعات المدعومة من إيران، بما في ذلك المستشارون العسكريون، بشكل مفاجئ. تقارير أفادت بفرارهم إلى إيران مع موظفي السفارة الإيرانية بدمشق قبل يوم واحد فقط من الهجوم الذي حسم المعركة لصالح المعارضة.

رضا برشي زاده، الباحث في سياسات الشرق الأوسط، أوضح أن هذا الانسحاب شكل خسارة فادحة لإيران، التي بذلت جهودًا كبيرة خلال الأعوام الماضية لتعزيز نفوذها عبر سوريا، المحور الرئيسي لما يُعرف بـ"محور المقاومة".

نادر هاشمي، أستاذ العلوم السياسية، أشار إلى أن إيران أصبحت أضعف على الصعد الاقتصادية والسياسية والعسكرية مما كانت عليه قبل عشر سنوات. الضربات الإسرائيلية المتكررة على مواقعها في سوريا أجبرتها على تقليص وجودها العسكري، حيث انخفض عدد المستشارين الإيرانيين إلى أقل من ألف شخص، وفق الباحث وليام بيمين.

هاشمي ذكر أيضًا أن انشغال إيران بالساحة اللبنانية، ومحاولتها إنقاذ حزب الله بعد خسائر كبيرة تكبدها، بما في ذلك اغتيال أمينه العام السيد حسن نصر الله، أدى إلى تقليص دعمها للأسد. من جهتها، روسيا التي انخرطت بعمق في الحرب الأوكرانية، لم تستطع توفير الدعم الكافي لحليفها السوري.

وسائل إعلام إيرانية وجهت خلال الأيام الأخيرة انتقادات حادة للجيش السوري، متهمة إياه بالتخلي عن حمص دون مقاومة تُذكر. هاشمي أوضح أن الجيش السوري لم يتمكن من التحديث أو الحفاظ على الروح المعنوية لدى جنوده، ما جعلهم غير قادرين على الصمود في المعارك الأخيرة.

في تصريح لـ"نيويورك تايمز"، مسؤول إيراني أكد أن الجيش السوري إذا لم يكن مستعدًا للقتال من أجل بقائه، فإن إيران لن تتمكن من تقديم المزيد من الدعم.

عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، أفاد بأن بلاده نبهت النظام السوري مرارًا إلى خطورة النشاط المتزايد للمعارضة، لكنه فوجئ بعدم كفاءة الجيش السوري.

محمد سهيمي، الباحث السياسي الإيراني، بيّن أن العلاقات بين طهران ودمشق توترت مؤخرًا مع تقارب الأسد من الدول العربية السنية، ما أدى إلى شعور إيران بالإحباط. الرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بزشكيان أشار إلى أنه نصح الأسد بالحوار مع المعارضة، لكنه لم يستجب.

زاده لفت إلى أن إيران قررت الابتعاد عن الصراع في سوريا لتجنب المزيد من الخسائر، خاصة مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية.

إسرائيل لعبت دورًا كبيرًا في هذا المشهد، حيث أجبرت ضرباتها العسكرية حزب الله على سحب الآلاف من عناصره من سوريا للتصدي لعملياتها في الجنوب.

إريك لوب، أستاذ العلاقات الدولية، اعتبر أن إسرائيل غيرت موقفها تجاه الأسد، بعدما كانت تفضل بقاءه كبديل أفضل من المعارضة الإسلامية المتطرفة. منذ تشرين الأول 2023، باتت إسرائيل ترى في نظام الأسد تهديدًا أكبر.

لوب أشار إلى أن العام الماضي شهد ضغوطًا كبيرة على إيران وحلفائها في المنطقة، في إطار جهود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإعادة تشكيل التوازنات الإقليمية، وكان نظام الأسد من بين أهداف هذا التغيير.

زاده ختم بالتأكيد على أن سقوط الأسد يمثل انتكاسة كبرى لإيران، التي ستفقد قاعدتها الأساسية للوصول إلى إسرائيل عبر سوريا ولبنان، مما قد يحد من طموحاتها الإقليمية بشكل كبير.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة