في كلمة ألقاها خلال احتفال تأبيني أقامه "حزب الله" في حسينية الإمام الحسين في حي السلم، بمناسبة مرور أربعين يومًا على وفاة الراحل حسين أحمد عبد الساتر، أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" ورئيس "تكتل بعلبك الهرمل" النائب حسين الحاج حسن أن التحديات التي يواجهها الحزب والمقاومة لن تثنيهم عن الاستمرار في طريقهم.
وقال النائب الحاج حسن في كلمته: "إننا ندرك حجم التحديات التي نواجهها، ولكننا نؤمن أننا سنستمر في طريقنا وسنبقى ماضين في دربنا، على الوصية التي أوصانا بها الأمين العام الشهيد السيد عباس الموسوي والشهيد الأسمى السيد حسن نصر الله".
وأضاف، "رغم الألم بفقدان هؤلاء الشهداء الكرام وكل التضحيات التي بذلت، إلا أننا قوم لا نسقط، بل نحن من نرفع الأمل إلى الغد. هذا هو نهجنا، وهذا هو الطريق الذي نمضي عليه في الأيام المقبلة بعزيمة وإيمان ويقين وصبر واحتساب".
وفي حديثه، شدد النائب الحاج حسن على أهمية الثبات في مواجهة التحديات التي قد تكون صعبة وقاسية: "على الرغم مما جرى ويجري وقد يجري، إلا أننا نعمل جميعًا على أن نثبت ونرسخ إيماننا ويقيننا. ولن يشوشنا أي تحد مهما كان، لأننا نعلم أن مسيرتنا حق، وأن الله معنا في كل خطوة نخطوها".
وفي رسالة تأكيدية للثبات والمقاومة، أضاف: "إننا لسنا مهزومين، ولسنا ضعافًا، صحيح أننا تعرضنا للمحن، لكننا صمدنا وثبتنا، وكبدنا العدو الهزيمة في معركة أولي البأس". واعتبر النائب الحاج حسن أن القوة التي تمنحهم الثبات هي الإيمان بوعدين أساسيين: "الوعد الإلهي القرآني، والوعد المحمدي المهدوي".
تصريحات النائب حسين الحاج حسن تأتي في وقت حساس، حيث لا يزال "حزب الله" يواجه تحديات كبيرة على الصعيدين المحلي والإقليمي. ويعكس الخطاب تمسك الحزب بقيم المقاومة، وثباته في مواجهة ضغوطات متعددة سواء كانت عسكرية أو سياسية. ورغم الضغوط التي يواجهها لبنان والمنطقة، يواصل الحزب تأكيد عزيمته على المضي قدمًا في مسار مقاومة الاحتلال وتحقيق أهدافه، وذلك بالتمسك بالمبادئ الدينية والتاريخية التي أوصى بها القادة الشهداء مثل السيد عباس الموسوي والسيد حسن نصر الله.
وفي سياق متصل، وفي حفل تكريمي مهيب أقامه "حزب الله" في بلدة صديقين الجنوبية، تم تكريم ثلة من شهداء المقاومة الإسلامية الذين ارتقوا على طريق القدس، بحضور عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن عز الدين، إلى جانب جمع من العلماء والفعاليات والشخصيات البارزة، وعوائل الشهداء، بالإضافة إلى حشود كبيرة من أهالي البلدة والقرى المجاورة.
أشاد النائب حسن عز الدين في كلمته بشهداء المقاومة الذين "وقفوا في وجه العدوان الاسرائيلي ومنعوه من التقدم والتمدد داخل الأراضي اللبنانية"، مؤكدًا أن "ما أوقف العدوان الاسرائيلي وما شهدناه من حرب وجرائم كان بفضل صمود المجاهدين والشهداء الذين أرهبوا العدو وأفشلوا مخططاته".
وشدد عز الدين على أن "المقاومة لن تفرط في حقها ولن تسمح للعدو بفرض واقع جديد في لبنان"، مشيرًا إلى أن التاريخ سيذكر الشهداء بأقلام من ذهب وسيتحدث عن بطولاتهم وصمودهم في وجه آلة العدوان. وأضاف: "هؤلاء الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله وفي سبيل كرامة لبنان سيبقى اسمهم حيًا في وجدان الشعب اللبناني".
وفيما يخص الاتفاق على وقف إطلاق النار، أوضح عز الدين أن "المقاومة كانت قد التزمت به، وأعطت فرصة للحكومة اللبنانية كي تنقل رسالة للجنة المراقبة حول الخروق الإسرائيلية اليومية، ولكن عندما لم تجد تجاوبًا جديًا، أرسلت المقاومة رسالة قاسية للعدو عبر عمليات نوعية في مزارع شبعا والجليل الأعلى".
وأكد عز الدين أن المقاومة لن تقبل بأي محاولات من جانب العدو لتغيير الوقائع على الأرض، قائلاً: "صبر المقاومة له حدود، ونحن لن نسمح للعدو بأن يفرض وقائع جديدة من طرف واحد. المقاومة تعرف كيف تتصرف في الوقت المناسب".
فيما يتعلق بتعافي لبنان من آثار العدوان الإسرائيلي الأخير، كشف النائب حسن عز الدين عن تفاصيل خطة العمل التي تنفذها الحكومة اللبنانية والجهات المعنية، والتي تشمل ثلاث محاور رئيسية: "رفع الأنقاض، مسح الأضرار، وإعادة الإعمار".
وأضاف عز الدين أن الفرق الهندسية قد بدأت بالفعل أعمالها الميدانية لتقييم الأضرار الناجمة عن العدوان، مشيرًا إلى أن "العمل جارٍ في هذا المجال لتوفير الدعم اللازم للعائلات التي دمرت منازلها بالكامل، حيث بدأت عمليات دفع الأموال اللازمة لتوفير مساكن بديلة لهم في الوقت الحالي".
وأوضح أن الحكومة اللبنانية تعمل على جمع الأموال الضرورية لإعادة إعمار المناطق المتضررة، بما في ذلك التواصل مع رئيس الحكومة ورئيس إدارة المناقصات لتسريع الإجراءات التنفيذية. وقال: "قدمت الحكومة اللبنانية الاعتمادات المالية اللازمة لرفع الأنقاض، وتم التأكيد على أن العمل سيكون سريعًا ومكثفًا نظرًا للطابع الطارئ لهذا الأمر".
ختم النائب عز الدين كلمته بالتأكيد على أن "لبنان رغم كل التحديات والمحن، يسير بخطى ثابتة نحو التعافي والنهضة"، مشددًا على أن الشعب اللبناني، بمساعدة المقاومة وحلفائها، قادر على تجاوز كافة المصاعب وإعادة بناء ما دمره العدوان الإسرائيلي.
وأضاف أن "التكاتف الوطني بين جميع اللبنانيين، وخاصة في هذه المرحلة الدقيقة، هو السبيل الوحيد لاستعادة أمن لبنان واستقراره، ولإعادة بناء ما خسرناه من أراضٍ ومنازل جراء الاعتداءات المستمرة".
وقد تعزز هذه التصريحات مع الواقع الميداني، حيث شهدت مناطق الجنوب والبقاع تجددًا في عمليات انتشار القوات اللبنانية لمواجهة أي تهديدات قد تنشأ من الحدود مع إسرائيل أو من داخل المناطق السورية.
في الوقت الذي تتصاعد فيه التحديات في المنطقة، يسعى "حزب الله" إلى الحفاظ على استقرار لبنان الداخلي، عبر تعزيز الخطاب الوطني الجامع بين كافة فئات الشعب اللبناني. وعلى الرغم من الانقسام السياسي الحاد في البلاد، يستمر الحزب في رسالته العسكرية والسياسية، مشددًا على أهمية تماسك الجبهة الداخلية وعدم السماح للأزمات بأن تؤثر على معنويات الشعب اللبناني والمقاومين على حد سواء.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News