بعد 13 عامًا... سفارة الدوحة في دمشق تفتح أبوابها قريبًا

في خطوة تعد بمثابة إعادة تأكيد على العلاقات التاريخية بين البلدين، أعلنت وزارة الخارجية القطرية عزمها إعادة افتتاح سفارتها في العاصمة السورية دمشق قريبًا، وهو ما يعكس توجهًا جديدًا في السياسة الخارجية القطرية في المنطقة. جاء ذلك على لسان ماجد الأنصاري، مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، الذي أكد أن الترتيبات اللازمة لإعادة فتح السفارة قد بدأت.

وفي تصريح نشرته وكالة الأنباء القطرية الرسمية، قال الأنصاري: "إن دولة قطر ستعيد افتتاح سفارتها في الجمهورية العربية السورية الشقيقة قريبًا بعد إتمام الترتيبات اللازمة".

وأضاف: "هذه الخطوة تأتي تعزيزًا للعلاقات الأخوية التاريخية الوثيقة بين البلدين والشعبين الشقيقين، كما تعكس دعم دولة قطر الثابت للشعب السوري في مساعيه نحو بناء دولته على أسس العدالة والسلام والاستقرار والازدهار".

يُذكر أن العلاقة الدبلوماسية بين قطر و سوريا قد تأثرت بشكل كبير منذ عام 2011، حيث كانت قطر من الدول التي وقفت ضد النظام السوري في بداية الثورة السورية، وقد قادت جبهة الدول التي كانت تطالب برحيل الرئيس بشار الأسد. ونتيجة لذلك، قررت قطر في ذلك العام إغلاق سفارتها في دمشق، وهو ما شكل نقطة تحول في العلاقات بين البلدين.

ومع ذلك، تأتي خطوة إعادة فتح السفارة في وقت يشهد فيه الوضع السوري تغيرات جذرية، بعد سقوط نظام الأسد فجر الأحد الماضي إثر تراجع القوات الحكومية أمام تقدم المعارضة المسلحة، وهو ما شكل منعطفًا هامًا في تاريخ سوريا السياسي.

كما أضاف الأنصاري في تصريحاته أن إعادة افتتاح السفارة سيكون لها دور كبير في تعزيز التنسيق مع الجهات المعنية، لا سيما في ما يتعلق بتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية التي تقدمها دولة قطر للشعب السوري.

وأكد الأنصاري أن قطر كانت قد أطلقت جسرًا جويًا لمساعدة سوريا، حيث وصلت أول طائرة مساعدات إلى مدينة غازي عنتاب جنوبي تركيا في الأيام القليلة الماضية، في إطار الدعم القطري المستمر للشعب السوري في محنته الإنسانية.

وكانت قطر قد غابت عن المشهد الدبلوماسي السوري منذ عام 2011، لكن مع تحولات الأحداث في سوريا وسقوط النظام السوري، تتجه العديد من الدول إلى إعادة فتح سفاراتها في دمشق، وهو ما يشير إلى تغير في سياسات الدول تجاه الحكومة السورية الجديدة.