في تصريحات لافتة، أكد أحمد الشرع، القائد العام للمعارضة السورية المسلحة، أن الشعب السوري قد عانى ما يكفي من الحرب والدمار، وأن البلاد ليست مهيأة للدخول في حرب أخرى، مشددًا على أن المرحلة المقبلة يجب أن تركز على إعادة الإعمار والإستقرار في سوريا بعد سقوط النظام.
جاءت هذه التصريحات في وقت حساس عقب سقوط نظام بشار الأسد أمام تقدم المعارضة المسلحة في البلاد، وتأكيدات على سقوط النظام في دمشق فجر الأحد الماضي.
وفي لقاء صحافي، قال الشرع: "إن الناس منهكون من الحرب، وبالتالي فإن البلاد غير مستعدة للدخول في حرب أخرى".
وأوضح أن الشعب السوري بحاجة إلى مرحلة تعافي وإعادة بناء، بعيدًا عن التصعيد العسكري.
ولفت إلى أن الشعب السوري يتطلع إلى الاستقرار و التنمية، وأن الظروف الآن أصبحت أفضل كثيرًا مما كانت عليه قبل سقوط نظام الأسد.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي يجب ألا يقلق بشأن الوضع في سوريا في الوقت الراهن، حيث أكد أن الخوف كان في الماضي من استمرار نظام الأسد و الميليشيات الإيرانية و حزب الله في البلاد. وأضاف: "كان مصدر مخاوفنا من وجود النظام الذي ارتكب المجازر بحق الشعب السوري، واليوم فإن هذا النظام قد سقط".
وأكد الشرع أن الوضع في سوريا يتجه نحو مرحلة جديدة من الاستقرار، مشيرًا إلى أن التركيز يجب أن يكون على إعادة الإعمار و التنمية، وأن البلاد بحاجة إلى استثمار جهود كافة القوى السياسية والمجتمع الدولي لدعم هذه الجهود.
وأوضح أن النظام الذي عانى منه السوريون لسنوات قد انتهى، وأن هذه الفترة تفتح الباب أمام فرص جديدة لبناء سوريا موحدة.
وقال الشرع في تصريحاته: "سوريا اليوم ليست كما كانت في الماضي. نحن الآن نتطلع إلى مرحلة جديدة، مرحلة التعافي و الاستقرار. الشعب السوري عانى ما يكفي، والآن هو الوقت الأنسب للانتقال إلى السلام والتنمية".
وفي الوقت الذي يواصل فيه المجتمع الدولي متابعة الوضع في سوريا عن كثب، طمأن الشرع الدول الكبرى والدول الإقليمية التي كانت قد عبّرت عن قلقها بشأن تطورات الأحداث في سوريا، مؤكدًا أن سوريا بعد سقوط النظام أصبحت مهيأة لتجاوز العقبات السابقة والعمل على إعادة البناء بشكل يعزز الاستقرار الداخلي ويطمئن جيران سوريا والمجتمع الدولي.
وعن الميليشيات الإيرانية و حزب الله، أشار الشرع إلى أن هذه الفصائل كانت تمثل أحد أكبر مصادر القلق في سوريا خلال فترة حكم النظام السابق. وقال: "المخاوف كانت تنبع من وجود هذه الميليشيات التي كانت تساهم في زعزعة الأمن والاستقرار في سوريا. اليوم، بعد سقوط النظام، يمكن أن يبدأ العمل على إبعاد هذه الجماعات ووقف أي تدخلات إقليمية تهدد استقرار البلاد".
ورغم تراجع النظام في سوريا، لا يزال هناك تساؤلات حول الدور الذي قد تلعبه الميليشيات الإيرانية و حزب الله في المشهد السياسي السوري المقبل، خاصة في المناطق التي كانت تحت سيطرة النظام. إلا أن الشرع أكد أن الأولوية الآن هي إعادة بناء سوريا بشكل يعكس تطلعات الشعب السوري إلى الحرية و العدالة.
منذ 2011، مرّت سوريا بتطورات متسارعة في ظل النزاع المستمر بين النظام والمعارضة. هذا الصراع الذي أسفر عن مئات الآلاف من القتلى والجرحى، وتدمير البنية التحتية للبلاد، وأدى إلى نزوح الملايين من السوريين إلى دول الجوار والعالم. ومع سقوط نظام الأسد أمام تقدم الفصائل المعارضة، شهدت سوريا تحولات هامة من شأنها تغيير ملامح المرحلة القادمة.
اليوم، ومع التقدم الذي أحرزته المعارضة السورية في بعض المناطق الرئيسية مثل دمشق، تتجه الأنظار نحو المستقبل السياسي للبلاد وما إذا كان يمكن التوصل إلى حل سياسي يضمن استقرار سوريا ويحقق مطالب الشعب في إصلاحات حقيقية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News