تداول نشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي مؤخرًا فيديو يظهر مصنعًا ضخمًا لإنتاج مخدر الكبتاغون داخل أحد القصور التابعة لعائلة الأسد في سوريا.
وقد أظهر الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع مصنعًا مهجورًا مملوءًا بمواد متنوعة، منها براميل وأكياس تحتوي على مئات الحبوب المخدرة في شرائط، مما دفع البعض إلى التأكيد بأن هذا المصنع تابع لشقيق الرئيس السوري السابق، ماهر الأسد، رغم أن هذه المعلومات لم يتم التأكد منها من قبل مصادر رسمية.
الثوار يعثرون على أحد أكبر مصانع الكبتاغون التابعة لماهر الأسد. والذي أغرق الدول العربية بالمخدرات... pic.twitter.com/uGk5I0adXO
— رؤى لدراسات الحرب (@Roaastudies) December 11, 2024
وكانت تجارة الكبتاغون قد شكلت واحدة من أبرز التهديدات الأمنية في الشرق الأوسط خلال السنوات الماضية، حيث كان يُقدر أن الشحنات السنوية من هذا المخدر، التي تعبر الحدود من سوريا إلى الدول العربية الأخرى، تتجاوز مليارات الدولارات.
ووفقًا لتقارير صحافية، كان جزء كبير من هذه التجارة يستهدف المدن الغنية في دول الخليج، مثل السعودية و الإمارات، حيث تم ضبط شحنات ضخمة من المخدرات في السنوات الأخيرة.
ومن جانبهم، ربط المسؤولون الأمنيون إنتاج الكبتاغون في سوريا بتشكيلات عسكرية محسوبة على النظام، وعلى رأسها الفرقة الرابعة في الجيش السوري، التي كانت تدعمها جماعات إيرانية مثل حزب الله. وهذه الميليشيات كانت قد اتخذت من تجارة المخدرات مصدر دخل رئيسي لتغطية نفقاتها العسكرية والسياسية في المنطقة.
في الفيديو الذي تم تداوله، يظهر أحد المصانع المهجورة التي تحتوي على مستلزمات إنتاج الكبتاغون، وهو ما وصفه البعض بـ "المصنع الخفي" لعائلة الأسد. ونظراً لحجم المواد المخدرة التي تم العثور عليها في الموقع، يمكن استنتاج أن هذا المصنع كان جزءًا من شبكة واسعة من مصانع المخدرات المنتشرة في مناطق متعددة من البلاد.
وعلى الرغم من أن هناك صعوبة في التأكد من المعلومات المتعلقة بالارتباط المباشر لهذا المصنع بـ ماهر الأسد، فإن الفيديو يعكس حجم التجارة غير المشروعة التي كانت تنشط في سوريا تحت حماية النظام السوري، مما يثير التساؤلات حول عمق تورط شخصيات رفيعة في هذه الأعمال المدمرة.
لكن بعد سقوط نظام الأسد وظهور الحكومة الانتقالية، أكدت تقارير أمنية إقليمية أن إنتاج الكبتاغون قد تراجع بشكل ملحوظ، حيث قال مسؤول أوروبي زار الحدود الأردنية السورية مؤخرًا، إن إنتاج الكبتاغون انخفض بنسبة 90%، في إشارة إلى انهيار شبكات الإنتاج التي كانت تديرها ميليشيات النظام السوري.
وقد تأكد هذا التراجع من خلال عمليات مداهمة شنها مقاتلو المعارضة السورية في الأسابيع الماضية، حيث استولوا على المصانع الرئيسية لإنتاج الكبتاغون في المناطق الساحلية السورية ومناطق حمص و دمشق، مما أجبر الكارتيلات المرتبطة بالنظام السابق وحزب الله على التخلي عن مواقعه الإنتاجية.
أفاد مصدر أردني مطلع أن هناك انخفاضًا كبيرًا في تجارة الكبتاغون عبر الحدود، موضحًا أن غياب الجيش السوري عن الحدود قد حرم المهربين من الدعم اللوجستي الذي كانوا يحصلون عليه سابقًا. وقال المصدر إن الفرقة الرابعة التابعة للنظام كانت قد اتخذت إجراءات لتسهيل عمليات التهريب، مثل إطلاق قنابل دخانية و استخدام الطائرات المسيرة لمراقبة الحدود السورية الأردنية.
منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، تحولت البلاد إلى مركز رئيسي لإنتاج وتوزيع المخدرات في المنطقة. وكان نظام الأسد قد استفاد من هذه التجارة لتوفير مصادر تمويل مستمرة لحروبه ضد المعارضة. ومع دعم ميليشيات إيران وحزب الله في العمليات العسكرية، أصبح الكبتاغون أحد المصادر المالية الرئيسية للنظام وحلفائه، مما زاد من تعقيد الصراع في البلاد.