أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الجمعة عن تعيين فرانسوا بايرو، الزعيم اليميني الوسطي البالغ من العمر 73 عامًا، رئيسًا جديدًا للحكومة الفرنسية، ليكون بذلك أحد أكبر التعيينات الحكومية في الفترة الأخيرة. وقد جاء هذا الإعلان بعد ساعات قليلة من اجتماع الرئيس ماكرون مع بايرو في قصر الإليزيه، وهو ما كان محل تكهنات سياسية كبيرة.
وفي صباح اليوم الجمعة، اجتمع ماكرون مع فرانسوا بايرو، وهو أحد الشخصيات البارزة في الساحة السياسية الفرنسية وحليف ثابت لماكرون في الكثير من القضايا السياسية. اللقاء الذي جرى في تمام الساعة 08:30 صباحًا أثار تكهنات واسعة حول إمكانية تولي بايرو رئاسة الحكومة، خصوصًا بعد مكالمة هاتفية أجراها ماكرون مع بايرو مساء الخميس، مما زاد من احتمالية تعيينه في هذا المنصب الرفيع.
في وقت سابق من يوم امس الخميس، أعلن قصر الإليزيه أن ماكرون سيعلن عن التشكيل الجديد للحكومة صباح اليوم الجمعة، وذلك بعد عودته من زيارة عمل قصيرة إلى بولندا، ليكون بذلك قد التزم بالمهلة التي وضعها لنفسه والتي أعلن عنها يوم الثلاثاء الماضي. خلال هذه المهلة، وعد ماكرون بتعيين رئيس وزراء جديد للبلاد في أعقاب تغييرات سياسية كبيرة شهدتها الحكومة الفرنسية في الفترة الأخيرة.
فرانسوا بايرو هو زعيم الوسط الفرنسي والرئيس التاريخي لحزب "موديم" (الحركة الديمقراطية)، وهو شخصية بارزة في السياسة الفرنسية وأحد الحلفاء الاستراتيجيين لماكرون. يعتبر بايرو، الذي شغل منصب وزير العدل في حكومات سابقة، من أبرز الشخصيات السياسية التي لطالما عملت على تقوية التحالفات السياسية بين القوى الوسطية واليمينية في فرنسا.
على مدار مسيرته، ارتبط اسمه بالكثير من الإصلاحات القانونية والاجتماعية التي ساهمت في تطور السياسة الفرنسية. كما أن بايرو معروف بمواقفه المعتدلة والعملية، ما جعله شخصية محورية في مجال الحكم الانتقالي، وتوحيد مختلف التيارات السياسية في البلاد.
تعيين بايرو رئيسًا للوزراء يُعتبر خطوة استراتيجية من ماكرون في الوقت الذي تمر فيه البلاد بتحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة. مع استمرار تأثيرات التقلبات الاقتصادية التي شهدتها فرنسا بسبب جائحة كورونا، وانعكاسات الحرب في أوكرانيا، إلى جانب القضايا الداخلية مثل البطالة و الهجرة، من المتوقع أن تكون الحكومة الجديدة أمام تحديات ضخمة في إعادة تأهيل الاقتصاد الفرنسي وتعزيز الوحدة السياسية.
وبهذا التعيين، يسعى ماكرون إلى تأكيد استمرارية النهج الوسطي والابتعاد عن التطرف السياسي، كما يأمل أن يسهم بايرو في تحقيق الاستقرار السياسي في فرنسا بعد فترة من الاضطرابات الداخلية. وقد أشار ماكرون في عدة مناسبات إلى ضرورة "إعادة النظر في السياسات الحكومية" من أجل تأمين إصلاحات جذرية على مستوى النظام الإداري والاقتصادي.
أظهرت التسريبات أن حكومة بايرو ستضم شخصيات من اليمين الوسط و اليسار المعتدل، بهدف توسيع قاعدة الدعم السياسي، واستيعاب مختلف التيارات السياسية في البلاد. يُتوقع أن تتضمن الحكومة الجديدة خططًا اقتصادية طموحة ل تعزيز النمو وتطوير فرص العمل، إلى جانب إصلاحات قانونية في مجالات التعليم و الصحة.
بعد الزيارة الأخيرة إلى بولندا، حيث اجتمع ماكرون مع قادة الاتحاد الأوروبي، بدا أن التحركات السياسية في باريس تمضي نحو مرحلة جديدة بعد سلسلة من الأزمات السياسية التي واجهت الحكومة السابقة. فالحكومة الفرنسية في ظل إيمانويل ماكرون قد عانت من بعض الانتقادات بسبب عدم الاستقرار و الارتباك السياسي الناتج عن التحديات الداخلية.
وما أن أعلنت الصحافة الفرنسية عن نتائج المفاوضات بين ماكرون وحزبه وبين فرانسوا بايرو وحزب "موديم"، حتى تم الإعلان عن التعيين الرسمي في خطوة وصفها المراقبون بأنها "مدروسة" على المستوى السياسي والاجتماعي.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News