اقليمي ودولي

placeholder

الجزيرة
السبت 14 كانون الأول 2024 - 12:54 الجزيرة
placeholder

الجزيرة

من قوة إلى ميليشيا... إليكم سبب عدم قتال الجيش السوري من أجل الأسد

من قوة إلى ميليشيا... إليكم سبب عدم قتال الجيش السوري من أجل الأسد

كان المجند السوري فرحان الخولي (23 عامًا) في حالة معنوية سيئة، يتقاضى راتبًا شهريًا زهيدًا في موقعه العسكري قرب مدينة إدلب شمالي سوريا، التي كانت حينها تحت سيطرة فصائل المعارضة.

وكان من المفترض أن يضم موقعه العسكري 9 جنود، لكن لم يكن هناك سوى 3، بعد أن رشَا بعضهم الضباط القياديين للهروب من الخدمة، في حين أن أحد المتبقين اعتبر غير لائق ذهنيًا لحمل السلاح.

وفي 27 تشرين الثاني الماضي، تلقى الخولي اتصالًا من الضابط المسؤول خلف خطوط القتال، ليخبره أن سنوات الهدوء قد انتهت، وأن المقاتلين يتوجهون نحو موقعه، آمرا وحدته بالتمسك بموقعها والقتال. لكنه وضع هاتفه على وضع الطيران، ارتدى ملابس مدنية، وترك سلاحه فارًا نحو منزله. وبينما كان عائدا إلى الجنوب، شاهد مجموعات أخرى من الجنود تفر من مواقعها رغم الأوامر بالقتال.

أجرت وكالة رويترز مقابلات مع عشرات المصادر، بما في ذلك منشقين من الجيش السوري، ضباط كبار، قادة مجموعات عراقية، ومصادر أمنية من سوريا ولبنان، التي كشفت صورة مفصلة لتدهور معنويات الجيش السوري. ومع مرور الوقت، أصبح الجيش يعتمد بشكل متزايد على الحلفاء الأجانب، خاصة القوات الإيرانية وحزب الله. غير أن العديد من المستشارين العسكريين الإيرانيين غادروا سوريا في الأشهر الماضية بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية على دمشق، بينما غادر مقاتلو حزب الله في تشرين الأول 2023 للتركيز على الحرب مع إسرائيل.

وأكد العقيد السوري ومصادر أمنية لبنانية وسورية أن مركز القيادة للجيش السوري لم يعد يعمل بكفاءة، حيث افتقر الجيش لإستراتيجية دفاعية واضحة، ما أدى إلى تراجع تماسكه. وبحلول عام 2020، كان الجيش السوري يتكون من حوالي 130 ألف عنصر فقط، ويعاني من استنزاف شديد وتحول إلى هيئة ميليشياوية تركز على الأمن الداخلي.

ورغم مرور سنوات من القتال، بقي الجنود السوريون محبطين بسبب الأجور المنخفضة وظروفهم المعيشية الصعبة، في وقت كانت عائلة الأسد تزداد ثراءً. كما كانت هناك شكوى مستمرة من الفساد المستشري في صفوف الجيش، وهو ما أدى إلى تزايد الاستياء والغضب، خاصة بين أنصار النظام من العلويين. وفقًا لمصادر في الجيش، كانت الفرقة العسكرية في بعض الأحيان تتخلى عن مواقعها وتغير ملابسها إلى مدنية.

في خضم هذه الظروف، كانت هناك تقارير عن فرار العديد من الجنود من الخدمة رغم التهديدات بالعقاب، وهو ما تجسد في مقاطع الفيديو التي انتشرت على الإنترنت، حيث شوهد الجنود وهم يهربون من خطوط القتال.

وقال ضابط كبير في الاستخبارات العسكرية إن الغضب بين صفوف الجيش السوري كان يتزايد على مدار الأعوام الماضية، بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة، والتي تضمنت رواتب زهيدة تصل إلى 40 دولارًا شهريًا.

وأوضح أن هذه العوامل أسهمت في تدهور معنويات الجيش، مما ساهم في هزيمة النظام السوري على جبهات متعددة.

وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد كشف أن إيران لم تكن تتوقع سلوك الجيش السوري في تلك المرحلة، مشيرًا إلى أن النظام السوري فشل في تحليل وضع جيشه بشكل دقيق.

وقبل أربعة أيام من سقوط بشار الأسد، أصدر مرسومًا يقضي بزيادة رواتب العسكريين بنسبة 50%، ولكن رغم ذلك استمر الجنود في الفرار.

وأكد جندي سابق في الجيش، والذي خدم في الخدمات اللوجستية، أنه قاتل لسنوات من أجل الأسد، لكنه شعر بالسعادة عندما علم بتقدم قوات المعارضة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة