اقليمي ودولي

السبت 21 كانون الأول 2024 - 13:20

أميركا للحفاظ على نفوذها وتركيا لحماية أمنها القومي... مصالح الدول الإقليمية في سوريا

أميركا للحفاظ على نفوذها وتركيا لحماية أمنها القومي... مصالح الدول الإقليمية في سوريا

على مدار أكثر من عشر سنوات، شهدت سوريا واحدة من أقصى الأزمات في التاريخ المعاصر، حيث تسببت الحرب الأهلية المستمرة في دمار شامل للبنية التحتية وانهيار الاقتصاد، فضلاً عن حدوث انقسامات عميقة في النسيج الاجتماعي وأزمة سياسية معقدة جراء تداخل المصالح الدولية والإقليمية. ومع انهيار نظام عائلة الأسد، يطرح جميع المتابعين للشأن السوري سؤالاً ملحاً حول مصير البلاد، وما إذا كان من الممكن تحقيق انتقال سلمي يعيد الاستقرار والوحدة إلى البلاد.

في خضم المشهد السياسي المتشابك والأحداث المتسارعة، تواجه تركيا والولايات المتحدة تحديات سياسية وأمنية معقدة في منطقة شرق الفرات، حيث تتواجد قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، التي كانت دائمًا محور التوتر بين أنقرة وواشنطن.

في السياق ذاته ومع تمكن قوات المعارضة السورية من بسط سيطرتهم على أجزاء كبيرة من سوريا، بدأت الأعين تتجه إلى شمال شرق سوريا الغني بالخيرات الطبيعية، مع تأكيد القائد العسكري لهيئة تحرير الشام مرهف أبو قصرة، في مقابلة له مع وكالة فرانس برس أن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق البلاد ستضم إلى باقي المناطق المحررة إلى الإدارة الجديدة للبلاد، مؤكداً رفض وجود أي فدرالية.

الأمر الذي رأت فيه تركيا فرصة مواتية للقضاء على التواجد الكردي في شمال شرق سوريا، عبر تحرك فصائل "الجيش الوطني السوري" الموالي لأنقرة، الموجودة في عفرين، نحو منطقة التواجد الكردي في كل من ريف حلب الشمالي، ومدينة منبج الأستراتيجية.

مما أدى إلى زيادة التوتر بين أنقرة وواشنطن نظراً للانقسام المزمن بينهما بشأن قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، التي ترى فيهم تركيا تهديداً لأمنها القومي باعتبارها امتدادا لحزب العمال الكردستاني، بينما تعدهم واشنطن حليفاً رئيسياً في الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي.

في ظل تصاعد التوترات العسكرية في شمال شرق سوريا، بات سد تشرين يواجه مخاطر غير مسبوقة، نتيجة النزاعات المسلحة التي تركزت مؤخرًا حول مدينة منبج القريبة منه، وهو ما يثير المخاوف حول استمرارية عمل السد الذي يعد من أهم شرايين الحياة في المنطقة، وسط تحذيرات من تداعيات قد تؤثر على أدائه وخدماته الحيوية.

ما دفع الأطراف الإقليمية للحد من هذا الصراع عبر تمديد هدنة وقف إطلاق النار بين الطرفين، حيث أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إنه تمّ تمديد اتفاق وقف إطلاق النار بين تركيا و"قسد"، حول مدينة منبج، في شمال سوريا، حتى نهاية الأسبوع الجاري، مشيرة إلى أنهم يعملون على "تمديد وقف إطلاق النار إلى أقصى حد ممكن في المستقبل".

على الرغم من تأكيد واشنطن تمديد اتفاق وقف إطلاق النار، الا أن مسؤول بوزارة الدفاع التركيّة الخميس أكد: إنّه "لا يوجد اتفاق لوقف إطلاق النار بين أنقرة وقوات قسد المدعومة من أميركا".

ويأتي هذا التصريح في ظل مخاوف أميركية من هجوم تركيا على بلدة كوباني والمعروفة أيضًا باسم عين العرب الحدودية مع تركيا، بالإضافة إلى حشد تركيا لقواتها على طول الحدود، لتنفيذ عملية عسكرية "وشيكة" في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد شمال سوريا.

الأمر الذي ينذر بتصعيد الوضع بين كل من واشنطن وأنقرة، وأكد بعض الخبراء في الشأن التركي إلى أن "تركيا لن تضحي بأمنها القومي لحساب علاقاتها مع الولايات المتحدة، ولن تقبل ببقاء حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا كقوة دائمة".

وفي هذا السياق شدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في مقابلة تلفزيونية، أن هدف تركيا الإستراتيجي يتمثل في إنهاء وجود قوات سوريا الديمقراطية، معتبرا أنها أمام خيارين، إما أن تحل نفسها أو تواجه القضاء عليها بالقوة.

وتسعى الولايات المتحدة الأميركية إلى وقف إطلاق النار وتأخير الهجوم التركي على الشمال السوري، وذلك بهدف زيادة قواتها في المنطقة، حيث أن واشنطن عملت في الأيام القليلة الماضية إلى زيادة قوات بشكل ملحوظ، عبر قواعدها في العراق وقامت بنقل شاحنة محملة بالأسلحة والجنود عبرت الحدود وتوجهت لمناطق سيطرة الوحدات الكردية شمال الرقة وفي مدينة الطبقة.

وفي السياق ذاته، أوضحت بعض المصادر إلى أن جزءاً من هذه القوات سيتولى مهمة تدريب المقاتلين الأكراد من قوات سوريا الديمقراطية، في حين يتولى جزء آخر حماية الأماكن الحساسة في الشمال السوري، والجدير بالذكر إلى أن وقوات سوريا الديمقراطية قسد قد سمحت لواشنطن بإقامة 28 موقعاً أميركياً منها 24 قاعدة عسكرية، و4 نقاط تواجد.

هذا وأكد بعض الخبراء في الشأن السوري إلى هذا الصراع قد يعرقل تشكيل حكومة وطنية سورية تشمل كل المجموعات العرقية المختلفة داخل سوريا، هذا وإضاف الخبراء على ضرورة التزامهم القوي بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، دعوا جميع الدول إلى احترام هذه المبادئ، مشددين من أنه رغم الإطاحة بالأسد فإن "الصراع لم ينته بعد" في سوريا، في إشارة إلى المواجهات الدائرة في شمال هذا البلد بين فصائل مدعومة من تركيا ومقاتلين أكراد.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة