منذ عام، بدأت جماعة الحوثي عملية استنفار شاملة لإعادة تعبئة قواتها وتنظيماتها في مواجهة الضغوط المتزايدة من الهجمات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية، والتي تستهدف مواقعها ومخابئ قادتها في اليمن. وقد تبنت الجماعة سياسة جديدة لتحديث أنظمتها الأمنية، وتطوير تكتيكاتها في الانتشار والتوزيع، وتدعيم آليات تمركز القيادة والعمليات.
وذلك في محاولة للهروب من الهجمات الجوية المكثفة التي تستهدفها، بما في ذلك الغارات الإسرائيلية التي استهدفتها على خلفية الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، والتي رفعتها الجماعة تحت شعار "نصرة غزة والأقصى".
قبل ذلك، استطاعت الجماعة بناء مراكز حصينة تحت الأرض وفي المناطق الجبلية الوعرة، وذلك بهدف تجنب الضربات الجوية التي نفذتها قوات التحالف العربي بقيادة السعودية ضمن عمليات "عاصفة الحزم - إعادة الأمل" منذ عام 2015.
حيث نجحت الحوثيون في إخفاء الأسلحة والذخائر الاستراتيجية التي استولوا عليها من مخازن الجيش اليمني، إلى جانب التقنيات والأسلحة المتطورة التي تم تهريبها من إيران.
وبحسب تحقيق أجرته منصة "ديفانس لاين" اليمنية المستقلة المتخصصة في الشأن الأمني والعسكري، استفادت جماعة الحوثي من عقيدتها العسكرية المكتسبة من الحروب السابقة كحركة تمرد مسلح، وتبنت أساليب حروب العصابات والقتال في الجبال، كما تلقت الجماعة دعماً من خبراء الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، الذين ساهموا في تأمين تحصيناتها.
وسعت الجماعة لتوزيع قواعدها العسكرية على مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها، مع التركيز على محافظة صعدة، إضافة إلى المحافظات الجبلية المجاورة مثل عمران وحجة.
وشهدت محافظة الحديدة الساحلية أيضًا بناء قواعد تحت الأرض ومنشآت عسكرية متطورة. كما قامت بتحديث وتوسيع قاعدة العمليات في العاصمة صنعاء والمناطق الجبلية المحيطة بها.
تحليل صور الأقمار الصناعية أظهر إنشاء عشرات القواعد العسكرية في مناطق صعدة والسلسلة الجبلية في عمران وحجة والجوف. وشملت التحصينات المغارات التي تُستخدم لتخزين الأسلحة، إلى جانب إنشاء منصات لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، كما أظهرت الصور استحداثات واسعة في محافظة الجوف، حيث قامت الجماعة بتوسيع عملياتها في المرتفعات الجبلية هناك، لا سيما في مناطق مثل الزاهر والحميدات وحرف سفيان.
وفي محافظة حجة، أشارت الصور إلى بناء شبكة واسعة من الأنفاق والمخابئ تحت الأرض التي تشمل مواقع لإطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار، إلى جانب ورش لتصنيع الألغام البحرية والزوارق المفخخة، وقد أظهر تحليل صور الأقمار الصناعية أيضًا وجود مراكز مراقبة حديثة في مدينة الحديدة، إضافة إلى انتشار منشآت جديدة على السواحل والجزر المطلة على البحر الأحمر.
أما في العاصمة صنعاء، فقد أكدت الصور بناء مخابئ وتحصينات تحت الأرض، بالإضافة إلى إعادة تأهيل مستودعات الأسلحة القديمة. كما أفادت المعلومات بتوسيع الجماعة لعدد من الأنفاق السرية المخزنة في جبال نقم وعطان، لتخزين الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
وفي مناطق أخرى من اليمن، خاصة في محافظتي البيضاء ومأرب، تكثف الجماعة جهودها لتوسيع شبكة الأنفاق والتحصينات، حيث تعمل على بناء طرق جديدة ومرافق عسكرية متطورة في سلسلة جبال هيلان الاستراتيجية. وقد أظهرت المعلومات الاستخباراتية أيضًا انتشار منصات إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة في هذه المناطق.
بذلك، تواصل جماعة الحوثي تعزيز قوتها العسكرية عبر بناء وتحسين شبكتها من القواعد السرية والتحصينات تحت الأرض، في محاولة لتأمين نفسها من الضربات الجوية، وتحقيق توازن استراتيجي في مواجهة التحالف العربي.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News