أعلنت منظمة الصحة العالمية أن العملية العسكرية التي شنتها إسرائيل، يوم أمس الجمعة، ضد مسلحين من حركة حماس بالقرب من مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، أدت إلى تدمير آخر مرفق صحي رئيسي في المنطقة، ما يزيد من معاناة سكان القطاع المحاصر.
وقالت المنظمة في بيان لها، اليوم السبت، أن "الغارة الإسرائيلية على مستشفى كمال عدوان أسفرت عن خروج آخر مرفق صحي رئيسي في شمال غزة عن الخدمة"، مشيرة إلى أن "التقارير الأولية تشير إلى أن بعض الأقسام الرئيسية قد احترقت ودمرت بشدة جراء القصف".
وتعد هذه العملية العسكرية جزءاً من الحملة الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، والتي تهدف، حسب الجيش الإسرائيلي، إلى منع حركة حماس من إعادة تجميع قواها في المنطقة. وقد تزامنت الغارة مع إعلان مدير المستشفى حسام أبو صفية، في وقت سابق، عن مقتل خمسة من أفراد طاقم المستشفى، بينهم طبيب، في غارة إسرائيلية أخرى مساء الخميس.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له إنه "نفذ العمل العسكري في محيط مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال غزة بعد ورود معلومات استخباراتية حول وجود مخربين وبنى تحتية إرهابية في المنطقة". وأوضح البيان أن العملية تمت "بشكل دقيق لتجنب المساس بالأشخاص غير المتورطين والمرضى والطواقم الطبية، مع السماح لهم بمغادرة المنطقة بطريقة منظمة قبل وأثناء الهجوم".
لكن وزارة الصحة في قطاع غزة اتهمت الجيش الإسرائيلي باقتحام المستشفى وتعرض الطواقم الطبية والمرضى لمعاملة قاسية. وقالت الوزارة إن الجيش "أجبر الطواقم الطبية والمرضى والمرافقين على خلع ملابسهم في البرد الشديد وأخذهم إلى جهة مجهولة". كما حمّلت الوزارة إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن حياة المرضى والجرحى والطواقم الطبية" بعد تدمير أقسام المستشفى واعتقال عدد من الطواقم الطبية.
وكانت قد أصدرت حركة حماس بياناً نفت فيه التصريحات الإسرائيلية، مشددة على أن "المستشفى كان مفتوحاً أمام الجميع ولم يكن هناك أي وجود عسكري أو مقاومين داخله". كما طالبت الأمم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيق أممية لتوثيق الجرائم الإسرائيلية في شمال قطاع غزة، داعية إلى توفير الخدمات الطبية لسكان القطاع بعد تدمير كافة المرافق الصحية.
وفي السياق ذاته، وصفت منظمة الصحة العالمية الظروف في مستشفى كمال عدوان بأنها "مروعة"، وأكدت أن المستشفى يعمل الآن بأدنى قدر من الإمكانيات، في ظل الدمار الذي لحق بمرافقه.
من جهة أخرى، أشار المراقبون إلى أن الحملة العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة قد أسفرت عن تدمير العديد من المنشآت الصحية في المنطقة، مما يزيد من الأزمة الإنسانية في القطاع، الذي يعاني من نقص حاد في الخدمات الأساسية بسبب الحصار المستمر منذ سنوات.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News