في تحول لافت في سياق الأزمة السورية، أفاد سكان ومقاتلون أن عائلات الضباط العسكريين الذين خدموا في عهد الرئيس السوري السابق بشار الأسد قد تم إجلاؤهم من مساكنهم المدعومة داخل تجمع سكني في منطقة معضمية الشام.
ويعد تجمع معضمية الشام، الذي يضم أكثر من 12 مبنى، واحدًا من عدة تجمعات سكنية تم تخصيصها لضباط النظام السوري في فترة حكم الأسد. ومنذ بداية الحرب في سوريا، والتي اندلعت في عام 2011، شهدت البلاد عمليات نزوح واسعة النطاق وتحولات عميقة في التوازنات العسكرية والسياسية.
ومع إعادة هيكلة الجيش السوري والتخلي عن الضباط الذين خدموا في عهد الأسد، كان من المتوقع إخلاء هذه المساكن. إلا أن ما يلفت الانتباه هو السرعة التي تم بها استبدال ضباط النظام بعناصر المعارضة التي قاتلت في مناطق ريفية كانت تحت سيطرة المعارضة.
ووفقًا لمصادر في التجمع السكني، تم إعطاء عائلات الضباط مهلة قدرها خمسة أيام لمغادرة مساكنهم. وأكدت بدور مقديد، زوجة ضابط استخبارات عسكرية سابق كانت تقيم في معضمية الشام، أنها تشعر بالحزن لأنهم سيضطرون إلى مغادرة المسكن الذي اعتادوا عليه مع جيرانهم وأصدقائهم. وأضافت أنها ستلحق بزوجها، الذي عاد إلى مسقط رأسه في اللاذقية بعد توقيعه على أوراق تعترف بالسلطات الجديدة.
من جانبه، ذكر خليل الأحمد، مسؤول محلي في المنطقة، أنه بدأ يستقبل طلبات من العائلات للحصول على الوثائق التي تثبت مغادرتهم لمساكنهم، موضحًا أن حوالي 200 طلب تم تقديمه حتى الآن.
الخطوة جاءت مع تصاعد الانتقادات حول كيفية تعامل الإدارة السورية الجديدة مع قوات النظام السابق، وتحديدًا فيما يتعلق بحقوق ملكية العقارات في بلد شهد نزوح ملايين السوريين منذ بداية الحرب. لا يزال من غير الواضح كيفية سير الأمور في هذه المرحلة الانتقالية، خصوصًا بعد أن ظهر أحمد الشرع، قائد الإدارة الجديدة في سوريا، في مقطع مصور يطلب من سكان المنزل الذي كانت تسكنه عائلته في دمشق إخلاءه.
وفي مشهد آخر من التحولات، بدأت عائلات قوات النظام السابق المقيمة قرب مجمع معضمية الشام في مغادرة المنطقة، بينما تم إجلاء القوات المدعومة في الوقت ذاته.
عيدة زيتون، وهي من إحدى العائلات التي ستغادر قريبًا، أكدت أنها تحزم أمتعتها استعدادًا للانتقال إلى الساحل. وقالت إنها لا تجد سببًا للبقاء بعد أن انتقل ابنها في الجيش إلى الساحل أيضًا. وأضافت أن الوضع الحالي يستدعي مغادرتها بعد سنوات من التغيرات المتسارعة.
هذا التحول المفاجئ في الحياة اليومية للسكان في مناطق سورية مختلفة يبرز التحديات التي يواجهها السوريون في مناطقهم المحررة والمحتلة على حد سواء، خاصة مع تغيرات القوة والتوازنات العسكرية والسياسية في مرحلة ما بعد الأسد.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News