"مستقبل مضطرب"... تحديات إعادة بناء "الجيش السوري"

أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن أكثر من 50 دبابة ومركبة عسكرية تابعة للجيش السوري منتشرة مهجورة في أنحاء منطقة العرض والتدريب في قاعدة عسكرية شمال سوريا، بعد أن استولت عليها الفصائل المسلحة في هجوم مفاجئ أدى إلى إسقاط النظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه القاعدة العسكرية تعد مؤشراً على التحديات التي ستواجه سوريا في المستقبل، حيث يسعى السوريون إلى إعادة بناء بلد دمرته حرب أهلية دامت لأكثر من عقد من الزمن، وأدت إلى استنزاف الجيش السوري. وأعلنت القيادة الجديدة للبلاد عن خطة لتوحيد الفصائل المسلحة تحت حكومة واحدة، مع إشراك عناصر هذه الفصائل في جيش موحد.

من خلال مقابلات مع مقاتلين من الفصائل، أكد العديد منهم تأييدهم لدمج قواتهم تحت قيادة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) وفصيله "هيئة تحرير الشام". كما قال قائد فصيل مسلح يُدعى نصر النهار، البالغ من العمر 41 عاماً، أن فصيله حلّ خلافاته مع هيئة تحرير الشام، وأكد "المهم هو أن نكون معاً، نحن نقاتل من أجل التحرير".

إلا أن التوترات والانقسامات ما تزال قائمة مع فصائل أخرى، بما في ذلك الجماعات الكردية المسيطرة على أجزاء كبيرة من شمال شرق سوريا، وتنظيم داعش، الذي ينشط في بعض مناطق سوريا، بالإضافة إلى بقايا قوات الأسد الأمنية التي أظهرت علامات مقاومة.

وأثناء تقدم الفصائل المسلحة، تمكنت من السيطرة على نقاط عسكرية مهمة، حيث عانى الجيش السوري من ضعف في الروح المعنوية وافتقار إلى التجهيزات اللازمة، ما أدى إلى هروب العديد من الجنود أو تركهم للأسلحة والمعدات العسكرية. وبدلاً من المواجهات الواسعة، نجحت الفصائل في تطويق الحاميات العسكرية، في كثير من الأحيان من دون قتال كبير.

وتطرقت الصحيفة إلى حال القاعدة العسكرية التي سقطت في اليوم الثاني من العملية، حيث كانت مبانيها محصنة بشكل غير كافٍ، مع حماية مؤقتة من إطارات الجرارات وبراميل معدنية مملوءة بالتراب. بينما أظهر مشهد الجنود السوريين في نقاط التفتيش والقاعدة العسكرية عجزهم عن توفير الحماية المناسبة.

في وقت لاحق، وتحت إشراف المقاتلين من هيئة تحرير الشام، قال أحد المقاتلين البالغ من العمر 24 عاماً: "بدأنا العملية معتقدين أننا سنسيطر على قرية واحدة فقط، ولكننا استولينا على سوريا بأكملها". وأضاف آخر: "واجهنا مقاومة أضعف من السنوات الماضية، حيث كانت القوة الجوية الروسية والجماعات المدعومة من إيران قد تراجعت في الأشهر الأخيرة".