تفاؤل حذر بالفرصة الأخيرة... هل زال الكابوس؟

"ليبانون ديبايت"

بتفاؤل مشوب بالحذرٍ، يترقب اللبنانيون انطلاقة العام الجديد على مستوى عملية إعادة الإعمار والنهوض من واقع الخسائر الإقتصادية التي فاقت عتبة العشرة مليار دولار في القطاعات الإقتصادية كافةً، حيث تراجعت نسبة النمو إلى ما دون الصفر في العام المنصرم فيما لا تزال خطط الإصلاح الإقتصادية على طاولة الخبراء والحكومة بانتظار إنجاز انتخاب رئيس الجمهورية وانطلاق مرحلة جديدة من الإصلاحات المطلوبة من صندوق النقد الدولي وذلك سياسياً ومالياً وإقتصادياً.

ويعتبر عميد كلية إدارة الأعمال في جامعة القديس يوسف ورئيس الإتحاد الدولي لرجال وسيدات الأعمال الدكتور فؤاد زمكحل، أن العام الجديد يحمل معه عناوين مختلفة وسط مناخٍ تفاؤلي إنما حذر، بعدما بات اللبنانيون اليوم يعيشون "حلماً بات حقيقة حيث أن العام المنصرم كان عاماً محكوماً بكابوس ومخاوف من أن يتحول لبنان إلى غزة ثانية".

وفي حديثٍ ل"ليبانون ديبايت"، يشير الدكتور زمكحل إلى أنه "بعد حرب مدمرة وعدوان إسرائيلي، أتى وقف إطلاق النار ثم تغير الوضع وبات لبنان أمام مشهد جديد يحمل مؤشرات إيجابية حول الوضع العام في ظل الإستحقاقات المرتقبة وفي مقدمها انتخاب رئيس الجمهورية".

وعن هذا الحذر، فيرجعه زمكحل إلى "استمرار وجود المسؤولين عن الإنهيارات والأزمات ومنها أكبر أزمة مالية في تاريخ العالم، ما زالوا في مراكز القرار، كما أن البعض ممن هدموا الدولة بطريقة متعمدة ما زالوا أيضاَ حاضرين في السلطة، وبالتالي فإن التغيير والخلاص من هذا الواقع يتطلب الوقت والجهد اللازمين، كما أن الحذر يأتي من الخشية من أن لا نكون ندمر بأيدينا ما تبقّى من لبنان ومن قطاعه الإقتصادي".

وحول عملية إعادة البناء، فيرى زمكحل أنها "ستكون بإعادة بناء الثقة داخلياً وخارجياً، أي من اللبنانيين ومن المجتمع الدولي وهو ما سيتحقق بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة جديدة بشكل سريع، شرط أن يحمل البيان الوزاري عنوناً واحداً وهو إعادة بناء الدولة ومؤسساتها واحترام القوانين والدستور والعدالة بين اللبنانيين وعدم السماح بأن يتغلب الإقتصاد الأسود على الإقتصاد الأبيض".

ويحذر زمكحل من أن يكون لبنان "أمام فرصة قد تكون الأخيرة لإعادة بناء لبنان على أركان ثابتة وحقيقية وليس في الهواء".