اقليمي ودولي

الأربعاء 08 كانون الثاني 2025 - 18:34

"فخرٌ قبيحٌ"... قوات الدعم السريع اغتصبت مئات النساء في السودان

"فخرٌ قبيحٌ"... قوات الدعم السريع اغتصبت مئات النساء في السودان

نقلت صحيفة "الحرة" عن رئيسة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة، سليمة إسحق، أن قوات الدعم السريع في السودان ارتكبت مئات حالات الاغتصاب ضد النساء، مشيرة إلى أنه تم رصد 554 حالة حتى الآن، لكنها أكدت أن هذا العدد "بسيط جدا مقارنة بما يحدث في الواقع".

وأضافت إسحق أن هناك تحديثات تصل تباعًا من الولايات، خصوصًا من منطقة الجزيرة التي تشهد عمليات نزوح كبيرة، مشيرة إلى أن العدد الفعلي للحالات الموثقة قد يكون أكبر من ذلك بكثير.

وأوضحت إسحق أن سبب عدم تسجيل جميع الحالات يعود إلى عدة عوامل، منها قطع الاتصالات، فضلًا عن خوف النساء من التبليغ عن الجرائم خوفًا من الوصم المجتمعي. منذ بداية الحرب في السودان، تقوم وحدة مكافحة العنف ضد المرأة برصد الانتهاكات التي تُمارس ضد النساء، وبشكل خاص من طرف قوات الدعم السريع.

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بالإضافة إلى سبع شركات وفرد واحد مرتبطين بهذه القوات. وأوضحت الوزارة أن قوات الدعم السريع، تحت قيادة حميدتي، انخرطت في "انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان"، بما في ذلك العنف الجنسي على نطاق واسع وإعدام المدنيين العزل والمقاتلين.

ومن جانبها، نفت قوات الدعم السريع بشكل مستمر ارتكاب جرائم عنف جنسي على مدار سنوات الحرب.

ومع ذلك، أكدت إسحق أن "المجتمع الدولي تأخر كثيرًا في الاعتراف بجرائم قوات الدعم السريع"، معتبرة أن هذه القوات استخدمت العنف الجنسي كسلاح في الحرب بشكل واضح وممنهج.

وتابعت إسحق قائلة: "قرار العقوبات جاء متأخرًا، لكنه جيد. كنا نتوقعه بشكل أبكر إحقاقًا لحق النساء".

كما اتهمت الخارجية الأميركية القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب، مشيرة إلى أن عناصر من الدعم السريع وجماعات متحالفة معهم ارتكبوا "جرائم ضد الإنسانية وتطهيرًا عرقيًا".

في هذا السياق، صرح وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في بيان له، بأن أفراد قوات الدعم السريع والجماعات المتحالفة معها "قتلت الرجال والفتيان بشكل منهجي، وحتى الأطفال الرضع، على أساس عرقي"، كما استهدفت "النساء والفتيات من مجموعات عرقية معينة بالاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي الوحشي".

رغم أهمية هذه العقوبات، بدت إسحق غير متفائلة بشأن تأثيرها، وقالت: "ربما لا يؤثر كثيرًا، لأنه لا يوجد بالأساس خوف من العقاب، بل هناك فخر بارتكاب الجريمة".

وأوضحت: "هناك تسجيلات فيديو وصوت تشير إلى الفخر بانتهاك النساء"، مضيفة: "فكرة قبيحة تكشف عدم الخوف من العقاب وعدم الاكتراث بحجم وشكل الجريمة".

وفي ذات السياق، أفادت الأمم المتحدة، الإثنين، بأن حوالي 30 مليون شخص في السودان بحاجة إلى المساعدة، نصفهم من الأطفال، بعد نحو 20 شهرًا من الحرب. ودعت الأمم المتحدة إلى تعبئة دولية "غير مسبوقة" لمواجهة الأزمة الإنسانية التي وصفتها بـ"المروعة". وتسببت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مقتل الآلاف، وتراوحت التقديرات حول عدد القتلى بين 20 ألفًا و150 ألف شخص، إضافة إلى ما يقدر بنحو 11 مليون نازح. وتعتبر الأمم المتحدة الأزمة الحالية واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث.

وفي حديثها للحرة، أكدت إسحق أن "الشيء الوحيد الذي سيكون له تأثير واضح (على حماية النساء ووقف الجرائم بحقهن) هو وضع حد لهذه الحرب"، وليس الاكتفاء بفرض العقوبات.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة