اقليمي ودولي

placeholder

العربية
الجمعة 10 كانون الثاني 2025 - 12:15 العربية
placeholder

العربية

"قرارات الأسد دمرت سوريا"... رئيس الوزراء السابق يكشف التفاصيل!

"قرارات الأسد دمرت سوريا"... رئيس الوزراء السابق يكشف التفاصيل!

سوريا لم تُدمّر وتُخرّب فقط بسبب حروب جيش النظام السوري ضد معارضيه، بل أيضًا بسبب وجود بشار الأسد رئيسًا للبلاد، هذا الانطباع يتولد بقوة بعد سماع تصريحات آخر رئيس وزراء للنظام السوري محمد الجلالي.

وعلى الرغم من قصر مدة رئاسته للحكومة السورية، التي لم تتجاوز ثلاثة أشهر، إلا أن ما أدلى به الجلالي من تفاصيل تتعلق بعقلية بشار الأسد وطريقة إدارته للبلاد، يكشف كيف أن انهيار مؤسسات البلاد، ومنها الاقتصاد السوري، كان نتيجة مباشرة لقرارات الأسد.

وسرد الجلالي قصة انهيار النظام في الساعات الأخيرة قبل أن يختفي بشار الأسد عن أعين جميع من حوله، ثم يفر إلى روسيا حيث لا يزال مختفيًا إلى الآن ولم يظهر إلى العلن. وتحدث عن انهيار الجيش وانسحابه، بالتزامن مع تقدم قوات المعارضة السريع.

وكشف أن محافظ "حمص" اتصل به ليطلب "قصف جسر الرستن" لإعاقة تقدم المعارضة، إلا أن رئيس الوزراء السابق رفض الامتثال للطلب نظرًا لما يمثله الجسر من أهمية بالغة للناس والاقتصاد. إلا أن المفاجأة كانت أن النظام السوري قام بقصف الجسر بعد ساعتين من رفض رئيس الوزراء للعملية.

صورة قاتمة لنظام انهار من داخله قبل أن يُهزم عسكريًا بدأت تظهر مع تقهقر جيش النظام، بحسب سرد جلالي. حتى موظف "المقسم" العسكري لم يعد يرد على الهاتف، وغالبية الحرّاس الذين كانوا يحمون رئيس الوزراء هربوا من مقر عملهم. وزير الداخلية الذي كان يهدد ويتوعد عبر وسائل الإعلام، اتصل هاتفيًا ليقول لرئيس الوزراء: "كل شيء انتهى، أنا سأغادر مكتبي!"، فيما فرّت جموع أنصار الأسد، خاصة فئة الموظفين الكبار والعائلات المنضوية تحت حكمه، بشكل جماعي من المحافظات السورية، لا سيما من محافظة حمص إلى بلدات الساحل السوري.

وكشف آخر رئيس وزراء في عهد الأسد عن عقلية وقرارات بشار الأسد وكيف تم تحطيم اقتصاد البلاد عبر سيطرته وتفرده في اتخاذ القرارات، والتي كانت تصدر من قبله والمحيطين به، في ظل غياب كامل لصلاحيات الحكومة. وقال الجلالي إنه فوجئ بعد تعيينه رئيسًا للوزراء بوجود مكتب داخل مبنى مجلس الوزراء وظيفته نقل القرارات والأوامر الصادرة عن الحكومة إلى بشار الأسد للموافقة عليها. وإذا أرسل الموافقة، تم إصدار القرارات. وأضاف الجلالي: "في هذا المكتب تُعرض القرارات على بشار الأسد قبل توقيعها".

وفي هذا السياق، ذكر الجلالي مثالًا على تسلط بشار الأسد على العمل الحكومي. فقال إنه في إحدى المرات وافق على التمديد لأحد موظفي الدولة، لكن قيل له: "هذا ممنوع"، ثم ألغي قراره الذي سبق ووافق فيه على مد فترة عمل الموظف المذكور.

وأكد الجلالي أن الإجراءات التي كانت تُتخذ في سوريا من قبل نظام الأسد كانت "تخنق الاقتصاد أكثر"، وأن بشار الأسد كان يتحدث عن الدولارات التي في جيوب السوريين، وكان يريد الاستيلاء عليها.

عندما سأل الإعلامي حسين الشيخ الجلالي عن حادثة الدولارات، أكدها الجلالي وقال: "بشار الأسد قال لي مرة: الناس تملك دولارات نضغط عليهم ليظهروها!"، مما يعني الاستيلاء على أموال السوريين.

من القصص المتعلقة بتدخل بشار الأسد في اقتصاد البلاد، كان الجلالي قد شغل منصب وزير الاتصالات في إحدى حكومات الأسد. وقد رفع أكثر من مذكرة بضرورة إلغاء ما يعرف برسم التعريف للهاتف الجوال. وبعد عدة مذكرات أرسلها الجلالي إلى بشار الأسد لضرورة إلغاء هذه الرسوم، اتصل أشخاص من القصر الجمهوري وقالوا له: "الأسد يقول لك لا ترسل مذكرات من جديد. هذا الموضوع يجب تطبيقه، وعليك أن تخرج على الإعلام للتحدث عن فوائد تطبيقه!"

يذكر أن آخر رئيس وزراء في عهد نظام الأسد كشف في حواره المطول لمنصة "مزيج" الكثير من التفاصيل الهامة المتعلقة بإدارة البلاد والكيفية التي انفرد فيها بشار الأسد بالسيطرة على كل مناحي الحياة، وذلك قبل أن ينتهي عهده بانهيار شامل على جميع المستويات، مما أدى إلى سقوطه وفراره واختفائه عن أعين الجميع في شهر كانون الأول الماضي.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة