خوف في الأوساط الأميركية... "عاصفة" ترامب قريبة!

تُعد مسألة تعيين أوصياء على الأطفال واحدة من أولى الإجراءات التي يفكر فيها المهاجرون غير الشرعيين في الولايات المتحدة، في ظل القلق المتزايد بشأن موجة الترحيل الجماعية المتوقعة بعد تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، يوم الاثنين المقبل.

وقد بدأت المنظمات القانونية التي تقدم الدعم للمهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة بتلقي طلبات متزايدة، حيث يتوجه هؤلاء المهاجرون، خاصة أولئك الذين لديهم أطفال وُلدوا في الولايات المتحدة، للحصول على خدمات قانونية تتعلق بتعيين الأوصياء المؤقتين أو البحث عن طرق لتوثيق أوراقهم الرسمية.

ولا يقتصر القلق على المهاجرين فحسب، بل يمتد إلى بعض القطاعات الاقتصادية مثل القطاع الزراعي، الذي يعتمد بشكل كبير على العمال المهاجرين. فقد أظهرت بيانات وزارة الزراعة الأميركية أن حوالي نصف العمال في هذا القطاع لا يمتلكون أوراقًا ثبوتية، ما يثير مخاوف من توقف الإنتاج في حال تنفيذ خطة الترحيل.

وفي ولاية كاليفورنيا، التي تنتج ثلث الخضروات الأميركية وثلاثة أرباع الفواكه، بالإضافة إلى حصة كبيرة من الألبان والثروة الحيوانية، يُخشى أن تؤثر موجة الترحيل على استمرارية الإنتاج، إذ يعمل حوالي 400 ألف مزارع في هذه الصناعة، وحوالي 75% منهم من المهاجرين غير الشرعيين.

ساريت مارتينيز، المديرة التنفيذية لمنظمة "CBDIO" في أواكساكينيو، قالت لوكالة "رويترز" إن "التنصيب لم يتم بعد، ولكن الناس خائفون بالفعل"، مشيرة إلى أن العديد من المزارعين أصبحوا أكثر اهتمامًا بكيفية التعامل مع مسؤولي الهجرة لضمان سلامتهم في حال احتجازهم.

صحيفة "نيويورك تايمز" وصفت موجة الترحيل المرتقبة بـ "العاصفة" التي وعد بها ترامب، في حين بدأت دوريات الحدود الأميركية في كاليفورنيا بالفعل في تجميع المهاجرين غير المسجلين.

وكان غريغوري بوفينو، رئيس إدارة حرس الحدود في كاليفورنيا، قد نشر على إنستغرام مقطعًا مصورًا بعنوان "عملية العودة إلى المرسل" يستعرض عمليات التفتيش والبحث في منطقة وادي كاليفورنيا، والتي أسفرت عن اعتقال العشرات.

وبينما تتزايد طلبات المزارعين المهاجرين للحصول على المشورة القانونية، تقدم المنظمات الأهلية توصيات حول كيفية الاستعداد لمواجهة الحملة، مثل تعيين أوصياء مؤقتين للأطفال أو الترتيبات لضمان استلام الأجور في حال الترحيل.

من جهتها، قالت إدارة ترامب إنها ستعطي الأولوية لترحيل المهاجرين غير الشرعيين الذين يشكلون تهديدًا للسلامة العامة أو الأمن القومي. كما لم تستبعد توسيع نطاق عمليات الترحيل لتشمل المزارعين غير المسجلين.

ويُتوقع أن تبدأ عمليات البحث والترحيل في يوم الثلاثاء بعد تنصيب ترامب، على أن تشمل الحملة بعض الولايات مثل شيكاغو التي تم إرسال 200 ضابط إليها للبدء في تنفيذ العمليات.

وقالت كريستي نويم، المرشحة لتولي وزارة الأمن الداخلي الأميركية، إن "نقاط الضعف على الحدود الجنوبية تشكل التهديد الأول للبلاد" في الوقت الذي يتم فيه الإعداد لحملة ترحيل واسعة.

وفي الأيام المقبلة، سيشعر السكان في الولايات المتحدة بمشاعر مختلطة، حيث يفرح داعمو ترامب بتنفيذ وعده بـ "أكبر برنامج ترحيل في التاريخ الأميركي"، بينما يظل المهاجرون غير الشرعيين في حالة خوف وترقب مستمر.