في لحظة من الانتصار والاحتفال، يظهر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بملامح صارمة في صورته الرسمية المخصصة لحفل التنصيب. بينما كان يجتمع العديد من مليارديرات التكنولوجيا ورؤساء الشركات والنجوم الأميركيين في واشنطن للاحتفال بفوز ترامب، كانت الصورة الرسمية التي تم نشرها قبل الحفل تظهره في مظهر جاد، بعيدًا عن أجواء الاحتفالات.
وفقًا لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز"، كان هناك إقبال كبير من المتبرعين الأثرياء مما أدى إلى نفاذ التذاكر لدى لجنة التنصيب. لكن الصورة الرسمية التي تم تداولها الخميس الماضي قبل حفل التنصيب، تظهر ترامب بنظرة حادة، مع إضاءة غريبة أشبه بتلك التي يفضلها المخرج السينمائي ديفيد لينش في أعماله، حيث تركز الإضاءة القوية على عينيه بشكل درامي.
وقد وصف المصور الترفيهي أسلوب الإضاءة والتقنيات المستخدمة بأنها تذكر بأسلوب المصورة جيل جرينبيرج في سلسلة "نهاية الأوقات"، والتي كانت تحتوي على صور مثيرة للجدل للأطفال الذين يبكون. وبينما اختار العديد من الرؤساء السابقين صورًا بسيطة ومبتسمة لحفل التنصيب، جاءت صورة ترامب لتكون درامية ومعبرة.
وربطت صحيفة "نيويورك تايمز" هذه الصورة بما وصفته بـ"الوضعية المتعمدة" التي اتخذها ترامب أثناء التوقيف في مقاطعة فولتون في قضية التدخل في الانتخابات. وقد علق البعض على الصورة بأنها تمثل إشارة إلى الانتقام واليد القوية التي وعد بها ترامب خلال حملته الانتخابية.
وفي حديثها للصحيفة، قالت شيلا كريغهد، كبيرة مصوري البيت الأبيض في إدارة ترامب الأولى، إن "ترامب يعرف ما يريد". وأوضحت أن ترامب يفضل التدقيق في الصور فور التقاطها، حيث يطلب مشاهدتها على الكاميرا أو شاشة الكمبيوتر لتقييم ما إذا كانت تسير في الاتجاه الصحيح. وإذا أعجبه ما يراه، يطلب نسخًا ورقية من الصورة.
وقد اعتبر بعض أنصار ترامب الصورة بمثابة إعلان عن حقبة جديدة في واشنطن، حيث كتب الناشط والشخصية الإعلامية تشارلي كيرك على منصة "إكس": "الأب عاد". وفي الماضي، كان ترامب قد أخبر المصورين الذين التقطوا له صورًا شخصية أنه يفضل الظهور بمظهر "تشيرشلي"، في إشارة إلى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل.
وتجدر الإشارة إلى أن ترامب كان قد أعاد تمثال تشرشل إلى المكتب البيضاوي في اليوم الأول من ولايته الأولى، مما يعكس إعجابه بشخصية تشرشل القوية.
تم التقاط الصورة الجديدة التي انتشرت عبر وسائل الإعلام بواسطة المصور الرئيسي لترامب، دانييل توروك، قبل بضعة أسابيع خصيصًا لحفل التنصيب يوم الاثنين. ومن المتوقع أن يتم اختيار صورة رسمية أخرى لترامب ليتم توزيعها على الوكالات الحكومية والسفارات الأميركية حول العالم في المستقبل القريب.
في تعليق آخر، قال بيت سوزا، كبير مصوري البيت الأبيض في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، إن أوباما كان قد اختار صورة رسمية تظهره مبتسمًا بشكل خفيف رغم الظروف الاقتصادية الصعبة آنذاك. وأوضح أن الابتسامة كانت رمزية للوضع الذي كان يعيشه الأميركيون في تلك الفترة.
فيما يتعلق بصورة ترامب، قالت كريغهد إنه لم يظهر أبداً إعجابًا بالصورة التي تم التقاطها له في وقت سابق، مشيرة إلى أن الصورة الرسمية الحالية هي على الأرجح التي كان يفضلها في تلك الفترة، حيث لا يظهر ترامب فيها مبتسمًا بل في حالة تجهم، وهو الوضع الذي يفضله، لأن الابتسام بحسب رأيه قد يبدو ضعيفًا.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News