ألقى العلامة السيّد علي فضل الله خطبتي صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية وحشد من المؤمنين.
في بداية خطبته، تناول فضل الله موضوع تشكيل الحكومة، مشيرًا إلى أن اللبنانيين ينتظرون تشكيلها بأسرع وقت ممكن لتؤدي دورها في هذه المرحلة الصعبة التي يمرون فيها. وأكد أن الحكومة يجب أن تكون قادرة على معالجة تداعيات العدوان الصهيوني على لبنان، وإعمار ما تهدم، بالإضافة إلى مواجهة التحديات المعيشية والحياتية التي يعاني منها المواطنون.
كما شدد على أن الحكومة المنتظرة يجب أن تأخذ في عين الاعتبار التحولات الكبيرة على الصعيدين السياسي والاقتصادي في المنطقة والعالم، وتأثيرها المحتمل على لبنان. وأضاف أن اللبنانيين يأملون في أن تكون الحكومة الجديدة تعبيرًا عن آمالهم وطموحاتهم، وأن تحقق الوعود التي وردت في خطاب القسم، بما يشمل انتظام مؤسسات الدولة وإصلاح ما فسد فيها.
وطالب فضل الله بأن تكون الحكومة المقبلة من أولوياتها اختيار من يملك الكفاءة والشفافية والنزاهة والتاريخ النظيف، مع ضمان أن تكون في خدمة جميع اللبنانيين، وليس لخدمة الإطار الذي ينتمي إليه المسؤولون أو مصالح من أوصلهم إلى مواقعهم.
وأضاف أن اللبنانيين يعانون من الذين أوصلوا البلد إلى هذه الأزمة، وهم يتطلعون اليوم إلى حكومة تستطيع إخراجهم من هذا المنحدر وتحقيق الأمل في استعادة الثقة بوطنهم.
في سياق آخر، أشار فضل الله إلى استمرار الجيش اللبناني في انتشاره في المناطق التي كان العدو الصهيوني قد احتلها، حيث أظهرت هذه المناطق حجم الدمار الكبير الذي خلفه الاحتلال في المباني والبنى التحتية.
وأكد أن العدو الصهيوني ما زال يمارس عمليات التفجير والنسف في القرى التي لا يزال يحتلها بهدف جعل المنطقة الحدودية خالية من الحياة. ومع ذلك، شدد على أن أهالي هذه المناطق متمسكون بأرضهم، ولن يحقق الاحتلال أهدافه في إخراجهم منها.
وأشار فضل الله إلى تحذيرات العدو الصهيوني من نيته البقاء في بعض المواقع لما بعد الستين يومًا المقررة بعدم انسحابه، بهدف تحقيق مكاسب أمنية وسياسية. ودعا الدولة اللبنانية إلى العمل الجاد للضغط على الدول الراعية لهذا الاتفاق، لضمان تنفيذ بنوده بالكامل وعدم السماح بأي تجاوزات من جانب الاحتلال.
كما أشاد فضل الله بالجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية اللبنانية لمواجهة محاولات العدو لاختراق الساحة اللبنانية من خلال تجنيد عملاء له.
وأكد أن هذه الجهود أسفرت عن إيقاف عدد من العملاء، داعيًا إلى اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بمنع العدو من تحقيق أهدافه، وردع أي شخص يحاول أن يكون أداة للعدو على حساب وطنه وأمنه.
كما شدد على أهمية تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية في هذا المجال، وأن يكونوا العين الساهرة لحماية لبنان من أي اختراق.
وفيما يتعلق بعملية اغتيال الجبانة التي وقعت في البقاع الغربي، أشار فضل الله إلى أنها استهدفت أحد العلماء ومن رموز المقاومة، وهو سماحة الشيخ محمد حمادي، مرجحًا أن تكون استخبارات العدو وأدواته وراء هذه الجريمة. ودعا إلى اليقظة والتصدي لمحاولات إثارة الفتنة في المنطقة.
وفي ختام خطبته، تناول فضل الله الوضع في فلسطين، حيث أشار إلى أن العدوان الصهيوني لم يتوقف بعد، بل انتقل من غزة إلى جنين والضفة الغربية، في محاولة لاستكمال مخططه الهادف إلى اجتثاث الشعب الفلسطيني وإنهاء قضيته. وأشاد بالمقاومة الفلسطينية، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني سيواصل صموده في مواجهة هذا العدوان، رغم ما يعانيه من دمار وقتل.
ودعا الدول العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى دعم الفلسطينيين في معركتهم ضد الاحتلال، مؤكدًا أن السلطة الفلسطينية يجب أن يكون لها دور فاعل في الدفاع عن شعبها ومنع العدو من الاستفادة من أي خلاف داخلي.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News