التحري

الاثنين 10 شباط 2025 - 12:46

ما هي أبرز الاستحقاقات التي تواجه حكومة سلام؟

placeholder

لا يكترث اللبناني كثيرا بـ "هيصة" السير الذاتية للوزراء الجدد، فهذا المعيار سقط حين بدأ الحديث قبل سنوات عن حكومة الاختصاصيين حاملي الشهادات الاوروبية والاميركية، قبل أن يقع هؤلاء بالمستنقع اللبناني ويُهرولون بسرعة نحو الـ "system" الذي تسير من خلاله ادارات الدولة، فيخرجون بسير ذاتية معاييرها الصفقات والسمسرات. الحديث يُعاد اليوم مع وزراء حكومة نواف سلام حيث السير الذاتية "الدسمة" لوزراء يعول عليهم اللبنانيون والمجتمع الدولي للبدء بمشوار التغيير على مستوى الادارة من خلال إرساء نمط جديد يسير عليه الموظفون ويواكب متطلبات المرحلة التي تختصرها كلمة "إصلاح".

صحيح أن عمر هذه الحكومة قصير نسبة لحكومات عمَّرت سنوات، وينتهي في الانتخابات النيابية المقبلة، الا أن أول مئة يوم من عمرها تحدد نهجها وسلوكها مقارنة بالحكومات السابقة، خصوصا وأن الانفتاح الدولي والعربي على لبنان مرتبط حكما بمسار الحكومة وعمل وزرائها. والثابت برأي الغالبية أن الملفات التي ورثتها حكومة العهد الاولى كثيرة وكبيرة والظرف الذي تعيشه المنطقة غير مساعد لعملها، ولكن ثمة الكثير من الاستحقاقات التي يمكن لحكومة سلام ان تثبت من خلالها أنها وضعت حجر الاساس لمرحلة التغيير المنشود، وأبرزها:
البيان الوزاري، وهو أول اختبار عملي لما ورد في خطاب القسم وتحديدا لسيادة الدولة على كامل أراضيها، حيث تنتظر واشنطن والرياض والدول التي تطالب بالتغيير أن تنسف الحكومة السلامية معادلة "الجيش والشعب والمقاومة"، وأن يتحدث بيانها الوزاري بكل وضوح بحصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، وهو ما بات وفق مصادر مطلعة من الماضي ومحسوم بالنسبة الى الرئيسين عون وسلام ومن غير الوارد مراعاة أي طرف بهذا البند. وهنا تؤكد المصادر أن مسألة نزع سلاح حزب الله تم التوافق عليه على المستوى الخارجي وقد تبلغ المعنيون بهذا القرار وأولهم الرئيس نبيه بري. ومن المتوقع بحسب المصادر ان تترجم المعادلة على الارض في الاشهر المقبلة من خلال قمع أي مظاهر للسلاح المتفلت في الشوارع خصوصا في الضاحية الجنوبية والبقاع وقرى الجنوب، وسيكون بالتوافق مع القيادات السياسية لتلك الاحزاب.

الاستحقاق البلدي والاختياري، وهنا يُصر الرئيس جوزاف عون على حصول الاستحقاق في موعده على أن تبدأ في الايام المقبلة الحملة الاعلامية لهذه الانتخابات، حيث تبلّغ الجميع أن التأجيل غير وارد وسيكون التمويل موجودا، فيما تجد الحكومة مخرجا للانتخابات البلدية والاختيارية لقرى الشريط الحدودي وفق جدول زمني محدد مرتبط بالامور اللوجستية. وفي الاطار بدأت الاحزاب والقوى السياسية التحضير لهذا الاستحقاق على أن نشهد حماوة في الاجواء مطلع آذار المقبل.
الاصلاح المالي، وهو الاستحقاق الابرز لحكومة سلام والعهد حيث تُصر الدول الراعية للملف اللبناني على البدء بحملة الاصلاح انطلاقا من الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، حيث بات واضحا أنه المدخل الاساسي للمسار المالي الاصلاحي ويبدأ تنفيذ الخطط من خلال ترشيق الادارة العامة ولا ينتهي بمكننتها على المدى المتوسط والطويل.
هذه الاستحقاقات ستبدأ مع حكومة العهد الاولى، ورغم الشوائب التي تعتري الحكومة السلامية لناحية التوزير والاطراف المشاركة، الا ان القرار السياسي الداخلي والدولي سيواكب حراك رئيس الحكومة والوزراء الاساسيين فيها، بمشاركة رئيس الجمهورية الذي سيكون داعما على المستوى الدولي وهو سيُقلع بالطائرة الرئاسية قريبا في جولة خارجية محطتها الاولى المملكة العربية السعودية.

المصدر: ليبانون فايلز

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة