كشف رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، عن تفاصيل رحلته من انضمامه إلى تنظيم القاعدة في العراق إلى قيادته هيئة تحرير الشام في سوريا، وذلك في مقابلة له مع بودكاست "ذا ريست أوف بوليتكس"، الذي أجراه أليستر كامبل، المتحدث السابق باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، وروري ستيورات، الوزير البريطاني المحافظ السابق.
وفي هذه المقابلة، أوضح الشرع أنه بدأ في التفكير في تغيير الوضع السياسي في سوريا منذ أن كان في التاسعة عشرة من عمره. وقال: "في ذلك الوقت، بدأت أشعر بحجم الاضطهاد في المنطقة، سواء في سوريا أو في الإقليم بأكمله"، مشيرًا إلى أن "الانتفاضة الفلسطينية كان لها تأثير كبير عليه".
وأضاف: "كنت أسير في أزقة دمشق القديمة وأرى التاريخ يتحدث في كل زاوية، لكن في الوقت نفسه، كنت أرى حال البلد وكيف يحكمه النظام. كنت مقتنعا بأن هذا النظام يجب أن يزول".
وعن قراره بالذهاب إلى العراق، قال الشرع: "لم تكن لدينا الإمكانيات أو الخبرة الكافية، فقررت الذهاب إلى أي مكان يمكنني اكتساب الخبرة فيه". وأوضح أن توقيت هذا القرار تزامن مع مقدمات دخول القوات الأميركية إلى العراق، وكان هناك تفاعل عربي وإسلامي كبير ضد هذا التدخل.
وأشار إلى أن هدفه كان اكتساب الخبرة من خلال مشاهدته لحرب كاملة والدفاع عن أهل العراق.
وتابع الشرع قائلاً: "عملت مع فصائل متعددة، لكنها بدأت تتقلص حتى وجدت نفسي ضمن القاعدة في العراق". وعن فترة سجنه، قال: "دخلت السجن مبكرًا، ومررت بسجون أبو غريب، ثم بوكا، ثم كروبر ثم التاجي.
خلال هذه الفترة، بدأ الوعي يزداد لدي، وكنت ألاحظ اختلافًا كبيرًا في تكوين شخصيتي". وأضاف: "كنت أسمع أفكارًا غريبة داخل السجن، وكنت أرفض الحرب الطائفية التي نشأت في العراق آنذاك". وتابع: "بعض الأطراف داخل السجن كانت لديها ملاحظات علي لأنني لم أتبنَ أفكار داعش لاحقًا".
أما عن عودته إلى سوريا، فقال الشرع: "قبل يومين من بدء الثورة السورية، خرجت من السجن ورتبت أموري بسرعة للعودة".
وأوضح أنه وضع شروطًا واضحة لعمله في سوريا، وهي "أولًا: عدم تكرار تجربة العراق، وثانيًا: عدم الانزلاق إلى أي حرب طائفية، والتركيز على إسقاط النظام". وأضاف: "بدأنا بستة أشخاص فقط، لكن خلال عام واحد، أصبحنا خمسة آلاف، وانتشرنا في مختلف المحافظات السورية".
وأشار الشرع إلى أن تنظيم القاعدة في العراق تفاجأ من هذا النمو وحاول فرض تجربته، لكنه رفض ذلك، قائلاً: "رفضت تطبيق تجربة العراق في سوريا، فحصل الافتراق بيننا، واندلعت حرب كبيرة بيننا".
وأضاف: "خسرنا أكثر من 1200 مقاتل، وفقدنا 70% من قوتنا، لكننا أعدنا بناء أنفسنا من جديد مع التركيز على قتال النظام ومعالجة المخاطر الأخرى مثل داعش".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News