أوكرانيا ترفض عرض أميركا!

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه وجه وزراءه بعدم الموافقة على اتفاق مقترح يمنح الولايات المتحدة حق الوصول إلى المعادن النادرة في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن الوثيقة كانت تركز بشكل مفرط على المصالح الأميركية.

وكان هذا المقترح جزءًا رئيسيًا من محادثات زيلينسكي مع نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، التي جرت على هامش مؤتمر ميونخ للأمن يوم الجمعة الماضي، إلا أنه لم يتضمن أي ضمانات أمنية محددة في المقابل، وفقًا لمسؤول أوكراني حالي وآخر سابق مطلعين على المحادثات. ووصف مسؤول كبير في البيت الأبيض قرار زيلينسكي بعدم قبول المقترح في الوقت الحالي بأنه "قصير النظر".

وقال زيلينسكي لوكالة أسوشيتد برس في ميونخ: "لم أسمح للوزراء بتوقيع الاتفاق المعني، لأنه في رأيي ليس جاهزًا لحماية مصالحنا."

وتتمتع أوكرانيا بموارد كبيرة من الليثيوم والتيتانيوم، وهي عناصر أساسية في صناعة التكنولوجيات المتقدمة مثل الطيران والمركبات الكهربائية.

وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قد أعرب الخميس الماضي عن أمله في التوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا بشأن ثرواتها المعدنية يعوّض الولايات المتحدة جزئيًا عن الأموال التي دفعتها لتزويد كييف بأسلحة لمساعدتها في التصدي للحرب الروسية.

وقال روبيو في مقابلة إذاعية إن "جزءًا من هذه الأموال سيعود لسداد مليارات الدولارات التي أنفقت هناك من أموال دافعي الضرائب الأميركيين". وأضاف: "جزءًا آخر سيعاد استثماره في أوكرانيا لإعادة إعمار الدمار الذي حدث هناك".

كما أبدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب اهتمامها بالحصول على حق الوصول إلى هذه الموارد لتقليل الاعتماد على الصين. إلا أن زيلينسكي أكد أن أي استغلال لهذه الموارد يجب أن يرتبط بضمانات أمنية تحمي أوكرانيا من أي عدوان روسي في المستقبل.

وقال الرئيس الأوكراني: "بالنسبة لي، من المهم جدًا الربط بين نوع من الضمانات الأمنية وبين أشكال الاستثمارات."

وكانت صحيفة فايننشال تايمز قد نقلت عن مسؤول أوكراني قوله إن كييف تسعى إلى "اتفاق أفضل".

يُذكر أن إدارة ترامب كانت قد أشارت إلى أنها تتوقع من كييف منحها حق الوصول إلى مواردها الطبيعية، بما في ذلك المعادن المهمة، بالإضافة إلى تعهد بشراء صادرات الطاقة الأميركية مقابل دعمها العسكري والاقتصادي ضد روسيا التي أشعلت حربًا ضد أوكرانيا في عام 2022.